الجمعة 29 نوفمبر 2024

للقدر حكاية سهام صادق

انت في الصفحة 69 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


به.. ف الحقېر يخبره ببعض الاشياء التي في جسد زوجته 
مها اسكتي خالص 
ارتفع صوته غاضبا مزمجرا بعدما تذكر اخر رساله لسالم يخبره عن الوحمه التي في فخذ زوجته 
ليه بتحرمني من اختي... هو عشان انا عاميه ياشريف بتستغل عجزي وحاجتي ليك
لم يكن يرى أمامه الا سالم الذي أصبح يقسم داخل نفسه انه سيبعثه للسجن الذي يستحقه 

شريف
جاءه صوتها رقيقا.. لينظر لعيناها الباهته فمد كفيه نحو خديها يمسح وجنتاها برفق
مها اسمعي كلامي ممكن... انا خاېف عليكي ياحببتي
بس انا عايزه.... 
قولت ايه يامها
................................. 
تعلقت عين فرات بالشاشه التي تعرض صورة جنينه... ترقرقت الدموع بعينيه وهو يشعر بمشاعر الابوة التي ظل لسنوات يحرم نفسه من أمر الزواج بعد الحاډث القديم الذي أصابه وأخبره الأطباء ان امر الإنجاب سيكون صعبا لم يكن يبلغ عامه الثلاثون الا وهو يعرف تلك الحقيقه المره لتزيد السنون من قسوته ثم يأتي اليوم الذي كان على وشك الوصول إلى رتبه اعلي بالجيش ليحدث له حاډث اخر قضى على حلم ډفن به نفسه داخله... لا حب نصف فيه ولا أمل ولا حلم... ليصبح بعد ذلك كالحجر دون مشاعر 
ولكن هاهو الأمل عاد وسيسير اب انها معجزة تحققت له مع صفا.. ليس لديه شك ان الطفل طفله فكل الشكوك قضى عليها 
مشاعره لم تكن تختلف عن صفا التي نست العالم كله وهي تسمع نبض طفلها.. أتت من قبل للفحص مع ناديه ولكن اليوم كان هناك شئ ينمو داخلها نحو ذلك الطفل الذي لم يأتي الا بأنتهاك جسدها وروحها 
.............................
تعلقت عين سمر ببهوت وحقد نحو الصور التي وضعتها ندي مع زوجها على احد مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى بالانستجرام... كانت تقلب بين الصور لا تري الا حقيقه واحده انها أحق بحياه كهذه
ألقت هاتفها بقوة فوق فراشها مما جعل شقيقتها تستيقظ من غفوتها تنظر إليها متمتمه
ربنا يهديكي ياسمر
وعادت تغمض عيناها لتعود لغفوتها
لترمقها سمر وهي تقضم اظافرها وشئ واحد تفكر به
ستفرق بينهم بالسحر... لا شئ سيكون اقوي الا هذا ويصبح شهاب لها وتنطفئ سعاده الأخرى لتكون السعاده من نصيبها هي
...........................
دلفت للمنزل بعد يوم عمل مرهق من كل شئ تفكيرها في خالد الذي تتهرب منه ومراد الذي يضيق حلقته عليها في العمل وكأنه يترصد كل خطوة منها... تذكرت نغم اليوم بملابسها الفاضحه وألتصاقها الدائم بزوجها وكأنها تتحداها... لم تثور عليه ذلك اليوم بعد أن فرت من مكتبه قادها كبرياؤها للصمت حتى تريه انه لم يعد يفرق معها ولكنها ظلت تشتعل وحدها من الڠضب
انتبهت على صوت ضحكات تقي وعمها لتقترب من مصدر الصوت متعجبه لينهض فؤاد مبتسما
اخيرا رجعتوا
وبحث عن مراد بعينيه ليتسأل
فين مراد
رجعت قبله ياعمي.. لسا في الشركه
هتفت عبارتها بهدوء.. ليفتح فؤاد لها ذراعيه حتى يضمها.. فأقتربت منه تعانقه بفتور شعر به فؤاد فتآلم
هروح اسخن الاكل
قالتها تقي التي اتجهت نحو المطبخ.. فنظر فؤاد لابنة شقيقه
لسا زعلانه مني ياهناء
لم تعتاد على الكذب واخفاء مشاعرها
لو قولت لاء ابقى كذابه 
سامحيني يابنتي
واطرق عيناه بندم 
صدقيني جوازكم كان في مصلحتكم... وانتي بتحبيه ياهناء
تذكرت تلك الليله القاسيه ومراد يصارحها بحقيقة مشاعره نحوها وزواجه منها من أجل والده 
فعلا كان في مصلحتنا... واول حد كان في مصلحته انا 
تمتمت ساخره فضمھا فؤاد نحوه 
انا عارف اني ظلمتك مع ابني.. بس انا مكنتش هلاقي احسن منك لابني ياهناء 
وعند تلك العباره كان مراد يدلف للمنزل ويتجه نحوهم وعيناه تتوعد لهناء التي خالفت اوامره ورحلت من الشركه بمفردها 
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ألقي السلام ثم اقترب من والده يحتضنه فكانت الفرصه لهناء للابتعاد 
تابعها بعينيه وهي تفر من أمامه حتى دلفت غرفتهما... تحدث مع والده قليلا يسأله عن أحوال صحته وناديه والعمل الي ان جاء الحديث نحو سبب مجيئه 
ليه يابابا متسيب تقي... لسا الاجازه فاضل فيها شهر 
كفايه كده يابني 
اقتربت منهما تقي تلك اللحظه تهتف بمشاكسه لشقيقها
انا سامعه حد بيقول اقعد كمان... مع اني بقيت حاسه اني ضيفه تقيله 
ولم تكد تكمل مزاحها لتتلقي من مراد دفعة فوق رأسها 
ماشي ياام لسان طويل...هدخل اغير هدومي عشان مزعلكيش 
صړخة مكتومه خرجت من هناء وهي تجده يدلف للداخل وكانت تقف تبدل ملابسها... أسرعت ترتدي منامتها على عجله 
مش تخبط قبل ما تدخل 
وانتي من امتى بتغيري هدومك بره الحمام 
واقترب منها وهو يفحصها بنظراته كالصقر 
غير انك مراتي ياهناء...
وكلك على بعضك من حقي بس انا متنازل عن حقي في الوقت الحالي... عارفه ليه 
صمتت تنتظر اجابته 
عشان بعاقب نفسي علي قلة عقلي يوم ما رفضتك يابنت عمي
طربت عبارته قلبها ولكن سريعا ماتلاشت ذلك الشعور... لينحني نحوها هامسا
بعد ما بابا وتقي يمشوا... لينا قاعده مع بعض عشان افهم من مراتي المحترمه ازاي تضحك عليا وتخبي شغلها عني في الفندق 
................................. 
انكبت ياقوت أمام كشكولها تبدع في تصميم الحقيبة والحذاء اللذان سيناسبان الثوب الصيفي الذي تصممه... كانت تدندن بلحن لغنوة شعبيه قد سمعتها في إحدى المناسبات وعلق اللحن بأذنيها 
لم تكن تشعر بحركة كتفيها وهي مندمجة مع اللحن ولا بهيئتها المغوية ولا نظراتة المسلطة نحوها... تشتت عقله عن الأوراق التي يفحصها فألقي الأوراق أمامه ثم اتبعهم بنظارته الطبيه 
رنين هاتفه جعله يسترد عقله قليلا ويبعد ذهنه عنها.. تحدث قليلا في الهاتف مع احد شركاه وعيناه كانت تأخذ طريقهما نحو هيئتها المغويه.. لينهي الاتصال سريعا ثم ألقي الهاتف پعنف فوق الاريكة الجالس عليها ونهض متمتما داخله بضيق
كده كتير... مش معقول مش قادر استحمل بعدها عني 
اتجه بخطوات سريعه نحو غرفته حتى يهرب من تأثيرها عليه ولا يضعف أمامها ويسقط كبريائه ولكن وقف جامدا في مكانه وهو يسمع صياحها السعيد وتصفيقها
اخيرا وصلت للي انا عايزاه
كانت في عالم آخر لا تشعر به.. لا تشعر الا بالتحدي الذي أصبح بينها وبين زملائها والحماس الذي يعطيه هاشم لهم 
في حاجه ياحمزه... احضرلك العشا
بتعملي فيا كده ليه... فاهميني
بعمل فيك ايه
خرج صوتها بتعلثم من قربه 
بتعملي فيا كتير ياياقوت... انتي عايزه توصليني لايه
لم يكن هدفها الا ان تصل معه مثلما وصلت هي امرأة عاشقه محبه... هل حبه لها كثيرا عليها... هل صفا افضل منها ليحبها دون أن ينساها
مش عايزه اوصل لحاجه... انت مقرب كده ليه 
ألتصقت بطاوله الطعام وأخذت تلملم أوراقها حتى تفر هاربه من طغيان سحره عليها 
لم يمهلها الفرصه للفرار وقد فهم نواياها... لينتشلها من فوق المقعد الجالسه عليه يغمرها بعاطفته 
تخلصت منه بصعوبه 
حمزه ابعد عني... مش هخضع تاني ليك 
وركضت من أمامه ولسوء حظها كانت تتجه نحو الاريكة فتعرقلت بالطاوله لتسقط فوق الاريكة.. ولم يزده رفضها له إلا عنادا 
حاصرها بين ذراعيه 
ليه عقلك بيوصلك ان ده خضوع ياياقوت... فاهميني ليه 
دمعت عيناها وحديث سلوى يعود إليها
ملقتش منك غير ده... ابعد عني بقى 
أظلمت عيناه وهو يرى رغبتها في التخلص من اسره.. رنين خاڤت من هاتفه الذي اسفلها ثم انفتاح الخط. 
الفصل الخمسون 1
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
مرت دقائق تفصلهما عن كل شئ حتى انها لم تشعر به وهو يحملها من فوق الاريكه... شعر برضى وهو يري ضعف مقاومتها ثم اندماجها مع مشاعره ولكن العقل لم يأبى الرضوخ حديث سلوي وناديه التي ذهبت إليها حتى تسألها عن سبب كذبتها عليها وصوت والدتها تخبرها عبر الهاتف عن إحدى بنات جيرانها قد حالفها الحظ وتزوجت بثري عربي.. ثم عادت الي أهلها تحمل طفلا في احشائها مطروده فالرغبه قد انطفئت... الكل يضع حياتها نحو الهاويه هي لن تكمل مع حمزه فالاجابه واضحه هو رجل ذو شأن وهي فتاه عاديه خبرتها بالحياه ضئيله ولولا حياتها مع تلك العائله لظلت طيلة حياتها ياقوت الخادمه لزوجة ابيها ياقوت التي لا تنطق الا بالنعم ياقوت التي من أقصى أحلامها ان تمسك بهاتف حديث الطراز تتصفح فيه مثل صديقتها هناء لترى عبره عالم آخر... ياقوت التي تمنت ان تأخذها والدتها بين ذراعيها تعطيها النصح بخبرتها 
غرق معها في العالم الذي يريحه بين ذراعيها زوجته الحمقاء تظن ان شغفه بها رغبه انما الحقيقه جوع لما حرم منه انه تطهير له لما دنسه الحب داخله يوما 
وفي خوض مشاعره الهائجة معها سقطت دموعها بعدما لم تعد تتحمل الصراع الذي يواجهها هل ترضى بحياتها معه هكذا ام تتمرد قليلا لعلها تشعر بمكانتها داخل قلبه 
ليه حبتها ومحبتنيش 
هتفت بهمس فتصلب جسده وتعلقت عيناه بها أعادت سؤالها بۏجع اكبر 
ليه انا مينفعش اتحب... ليه ناقصه في كل حاجه 
عيناه ظلت غارقه في ظلمة عيناها.. تذكر حلم هروبها منه الذي اخذ يروقه ليالي طويله يفكر في دنائته منذ البدايه معها يخشى ان يعاقبه القدر بعد أن بدأت حصونه جميعها ټنهار وتتبدل الظلمه التي بداخله للنور وسؤال آخر سألته وهي لا تعرف انها أعادت الماضي اليه 
مدام بتحبها ليه سيبتها تبقى لغيرك ... 
اسكتي ياياقوت... اسكتي 
وانتصب وافقا يحرر الباقي من ازرار قميصه لعلا البروده تزيل عنه الماضي بأعباءه 
صفا كانت ماضي مبحبش افتكره... عارفه ليه 
اتبع عبارته وهو يلطم فوق صدره پجنون 
عشان بشوف صورة لراجل مكسور مهزوم مدمن
أظلمت عيناه وهو يتذكر نظرة الآلم التي صاحبت أعين والدته الطيبه
اترفدت من شغلي.. حلمي ضاع... دفنت شبابي وعيشت ديما بدي مش باخد.. عايزيني اكون ازاي 
كانت في عالم آخر وهي تسمعه لا تصدق انها تراه مهزوما يتحدث عن ماضيه بشحوب وكأن الماضي كان كالصفعه بالنسبه له... هدأت أنفاسه بعدما كان الصراع مشتعل بين اضلوعه دون هواده
منكرش اني حبيت صفا في يوم... حبها كان لعنه وضعف.. زي السحر كده
وألتمعت عيناه بسحابه من الظلمه 
احيانا الحب بيكون لعنه...لعنه بتخلينا لا بنشوف ولا بنصدق 
اتخذت دموعها طريقهما نحو وجنتيها دون توقف مع كل كلمه تسقط على مسمعها فتدمي قلبها.. تتسأل كيف احبها كل هذا الحب وجرحته.. لم تكن محظوظة بالحب ولكنها كانت تسمع عن مرارته 
وبدل ما اتعلم من لعڼته ... فتحت الباب ليه من تاني 
هتف بها وعيناه كانت ثابته
 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 105 صفحات