عشق مهدور سعاد محمد سلامه
عشر صباح
بالبنك الزراعي بالبلدة
كان هنالك لفيف من كبار شخصيات المحافظه يرافق الوزير الذى جاء الى البلده من أجل إفتتاح تجديد مقر البنك كان من ضمن الحضور أسعد شعيب أو بالأصح على رأسهم فهو من ساهم بدعم وتجديد هذا المقر خدمة منه لأهالى قريته ظنا منهم أنه رد جميل لهم على إنتخابه نائبا عنهم فبوجود بنك خاص لهم بقريته الذى نشأ فيها ما هو الا دعايه وتسويق له تجولوا بالمبني وبدأوا بدخول مكاتب الموظفين التى أصبحت تضاهى مكاتب البنوك الأساسيه فى الرقى
لكن توقف أسعد للحظه حين دخل الى أحد المكاتب وقع بصره على تلك الفتاة التى نهضت واققه حين دلف هو وغيره الى المكتب الخاص بها مع زملائها تبتسم لكن هى الأخرى تركز بصرها على أسعد سمعت عنه الكثير كذالك رأته من بعيد لكن لم تراه عن قرب مثل هذه المره لأول مره تتأمل ملامحه رغم أنه كهلا وتعدى عمره الستون بسنوات لكن ييدوا بعمر أصغر بالكثير شباب بنهاية الاربعينات فقط شيب شعر رأسه هو الواضح من عمرهلكن حتى هذا يعطيه وقاراإقترب أسعد منها ومد يده لها بالمصافحه سألا_
ردت بذوق وصوت هادى_
أيوه.
لمعت عينيه ببسمه سألا_
إسمك أيه.
ردت بتوضيح_
أسم هويدا أيمن الدسوقى الغتوري
تبسم لهاثم إنتبه الى هؤلاء الضيوفاللذين تسألوا عن سير العمل كذالك إستمعوا لبعض المقترحات منها كانت عيناه مصبه بالنظر لها لفت نظره أيضا حنكتها فى الرد على بعض الإستجوابات وكذالك المقترحات حاول أن لا يلفت إنتباه الآخرون له وخرج معهم من الغرفهلكن قبل أن يغادر المكتب رمقها بنظره وإيماءة رأس مبتسمردها كان إبتسامه حاولت أن تظهرها بسمة خجل مصحوبه بثقه.
بينما لفت ذالك نظر عادل الذى كان معهم بالمكتبشعر بغيره من ذلك المتصابي فى نظرهلكن ضغط على ذر التحكم لديه حتى لا يثير ڠضب ويصبح هو الخاسرلكن بعد خروج تلك اللجنه من المكتب إقترب من هويدا ونظر لهيامها پغضب قائلا_
فاقت من هيامها بضجر من حديث عادلونظرت له بسخريه قائله_
عارفه إننا فى بنك زراعي مش إستثماري وعادي أنا قدمت مقترحات مش أكترناسى إن الوزير كان من ضمن اللجنهيمكن يعرف إن فى كفاءات مدفوسه فى بنوك صغيره.
تهكم عادل_
كفاءاتالمقترحات اللى قولتها دى مش من دماغك ولا تفكيركده مقترحات أنا كنت بتكلم فيها معاكبس مش مهملانى متأكد إنها ولا تفرق مع الوزير ولا غيره.
تضايقت هويدا وتسألت_
رد عادل بسخريه وإستهزاء_
قصدى اللجنه اللى معاه وعلى راسهمنايب دايرتنا المحترم اللى مش بنشوف وشه غير فى المناسبات الخاصهوبمجرد ما طلع من باب المكتب نسى كل نظره وبسمه كان بيجامل بيها عشان طبعا بسمته دعاية لهخلاص فاضل سنه على الانتخابات ولازم يبدأ يخطط من دلوقتي للدعايهيعنى كل كلامه اللى قاله هنا كان ناعم وله غرض من وراه مش مدح لوجه الله.
نظرت هويدا له بإستهجان وڠضبوقالت_
كل اللى قولته أنا عارفاهخلينا نكمل شغلناوبلاش ننم كتير.
تهكم عادل قائلا_
تمامبس على فكره أنا نسيت أقولك إن خلاص حجزت قاعة الفرح بنفس الميعاد اللى سبق وإتكلمت فيه مع عم أيمنبعد شهر.
فى الجامعه
على عكس ما كانت تفعل سابقا لم تكن تذهب للجامعه سوا لحضور المحاضرات العمليه فقط أصبحت تذهب للجامعه شبه يوميا تبحث عن ذلك الوسيم طاهر لكن كآنه طيف وإختفى لم يظهر بالجامعه مرة أخرى زفرت نفسها بعد أن تجولت بالجامعه كلها بحث عنه لم تراه شعرت ببعض الإرهاق خرجت من الجامعهشعرت بسوء مضاعف من سوء الطقس البارد المصحوب برياح رمليهلم تستطيع تحمل دخول بعض ذرات الغبار بعينيها توجهت الى ذالك الكافيه القريب من الجامعه دلفت وجلست خلف إحد الطاولات وطلبت من النادل مشروب ساخن .
بعد دقائق عاد لها النادل بالمشروب ووضعه أمامها وإبتعد قليلا
لكن تبسم وقال بترحيب بصوت شبه عالى_
تيتوجيت فى وقتكالواي فاي بتاع الكافيه مش شغاليظهر الراوتر باظكمان فى شاشتين من شاشات العرض شكلهم كده محتاجين صيانه.
لفت إنتباهها صوت النادل وإلتفت برأسها تنظر إليهكان طاهر يعطيها ظهره للحظات قبل أن يرد على النادل_
تماممتقلقش جايب معايا شنطة العده أهى خدها خليها عندك هنا وهاتلى كوباية قهوه تفوقني عشان عندى سكشن عملي بعد ربع ساعه هيخلص عالساعه واحده وأرجعلك نعمل كشف على الراوتر والشاشات كلها.
أومأ له النادل وأخذ منه تلك الحقيبه قائلا_
تمامدقيقه راجعلك بالقهوة بس بلاش تنسى تجي بعد السكشن فى ماتش مهم الليله ومش عاوز زباين الكافيه تطفش.
تبسم تيتو قائلا_
لاء متقلقش مش هنسىوبعدين شنطة العدة هنايعنى راجعلك أخلص بش السكشن رغم انه مالوش لازمه بس لازم أثبت حضور عشان درجات العملي .
تبسم له النادل وبعد دقيقه عاد له كوب بلاستيكيا أخذه من يده وغادر تصحبه نظرات تلك الجالسه
بعد إنتقلت من مكانها الى مكان آخر بنفس الكافيه لكن بطاوله خلف واجهة زجاجية تطل على الشارع مباشرة تنتظر أن ترى قدوم طاهر مره أخرى تنظر بين الحين والآخر الى ساعة هاتفها تشعر ان الوقت لا يمر كادت تسأم من الإنتظاركذالك شعرت بإمتلاء معدتها من كثرة تلك المشروبات التى تناولتها كي تبرر جلوسها وحدها بالكافيه لكل هذا الوقت
تشعر بخجل من طول الإنتظار كذالك ترتبك من نظرات النادل كلما آتى لها بمشروب ربما تخشى أن يسألها إن كانت تنتظر أحدا ...لكن زفرت نفسها براحه حين رأت سير طاهر بالشارع قريب من الكافيهلكن شعرت بغصه حين دلف الى الكافيه ورأته يتجاذب الحديث مع فتاة تسير معه الى أن
جلست خلف أحدى الطاولات بينما ذهب طاهر الى ذلك النادل وقف قليلا معه ثم عاد الى تلك الفتاه مبتسم قال لها شئ ثم تركها...تأملت النظر جيدا الى تلك الفتاة بنظرها هى عاديهحقا ترتدى زيا ملائم لطالبة جامعيه وحجاب يخفي شعرهابينما رأت طاهر يقوم بفحص بعض الشاشات الخاصه بالكافيهكذالك يتجاذب الحديث بمزح مع النادلولاحظت أيضا أن تلك الطاوله التى كانت تجلس عليها الفتاة آتى آخرون من الجنسين وأصبحوا مجموعهلكن عادت بنظرها الى طاهر الذى شبه أنهي عملهيبدوا أن لديه خبرة فى صيانة تلك الشاشاتنهض مبتسموذهب نحو طاولة زملائه وجلس معهم كانت جلسة تألف وصداقه بريئه بين الزملاء دون مزاح سافرشاور عقلها عليها أن تنهض وتذهب إليهم تجلس معهم فقط من أجل لفت نظر طاهرلكن نفضت ذلك الفضول فبأي تبرير تجلس معهم هى لا تعرف أحدا منهم سوا طاهر وكان لقاء عابرربما حتى لا يتذكرهلكن هى مخطئه هو الآخر رأها منذ أن دلف لأول مره الى الكافيهوإنشرح قلبه حين رأها حين عاد مره أخرىبداخله هو الآخر يود التعرف عليها عن قربلكن يمنعه أنه لا يريد أن تقول عليه فضولي.
طغت مشاعر كل منهما وإنتهى اللقاءدون أن يقتربا من بعضلكن ترك هذا اللقاء أمل أن يلتقيا مرة ثالثة عساها تقربهم من بعض.
بمنزل أيمن
إستيقظت سهيله بفزع بسبب تلك الأصوات العاليه كذالك بعض الصرخاتازاحت عنها دثار ال ونهضت مسرعه تخرج من الغرفه رأت والداتها تضع وشاح ثقيل على كتفيها تسألت بإستفسار_
فى أيه يا ماما أيه الصړيخ ده.
تنهدت سحر بضجر وأجابتها_
ده من عند الجيران إنت عارفه إن الراجل المفتري مش بيبطل ضړب ولا خناق مع مراته.
زفرت سهيله نفسها_
هو الراجل ده مش هيعقل أبدا ويحس انه بقى جد والمفروض يحترم مراته حتى قدام نسوان عيالهاليه بيقل
بقيميتها وبقيمته هو كمان.
تهكمت هويدا التى دلفت الى المنزل بلا مبالاه وقالت_
بلا وكسه عياله
نفسهم كده مع نسواهم بنفس قلة الإحترام راحه فين ياماما بلاش تروحى تسلك بينهم بلاش الراجل ده يقولك كلمه ملهاش لازمه هما هيعملوا الشبطة والأزعرينا دى شويه وهيهدوا ولا كآن حاجه حصلت هما ناس بهايم غاوين فضايح.
نظرت لها سحر بتفكير ثم قالت_
حرام الست بتصرخ مره تانيه أنا رايحه أبعده عنها وإنتم كملوا تجهيز الغدا زمان أيمن راجع.
تهكمت هويدا ولم تبالى دلفت الى الغرفه أبدلت ثيابها ولم تفعل شئبينما سهيله هى من أكملت تجهيز الطعام.
بعد العصر
ازاحت هويدا الدثار عن رأسها وقالت بضجر_
اوف مش عارفه أنام بسبب الشمس اللى جايه من البلكونهإقفلى شيش البلكونه.
ردت سهيله التى تجلس على ال الآخر تقوم بقراءة بعض المراجع وتدون بعض الملخصات على حاسوبها ذو الأمكانيات البسيطه_
فين الشمس اللى بتقولى عليها دىالجو النهارده هوا ورياحربنا يستر متمطرش غير لما أرجع من النبطشيه...ولو قفلت شيش البلكونه هشغل نور الكهربا بتاع الاوضه إنت شايفهإنى بنقل ملخصات من المراجع عشان الدرسات العلياوالمراجع دى فى منها انا جيباها إستعارة من مكتبة الجامعه ومن بعض الدكاترة زمايلىولازم ارجعها لهم فى أقرب وقتإنت عارفه تمن المرجع الواحد من دول كام أكتر من مرتب شهرين كاملينمعليشى إستحملي كلها ساعتين وهروح المستشفى.
ضجرت هويدا وقالت بزهق_
يعني عشان حضرتك تاخدى الدرسات العليا تزعحيني أنا ليل ونهار ليلة إمبارح بسبب إنك سهرانه طول الليل ونور الاوضه والع معرفتش أناموصحيت بدرى الصبح عشان أروح شغلى وإنت نمت براحتك لحد بعد الضهروطبعا ميهمكيش راحة غيرك المهم طبعا راحة نفسك.
شعرت سهيله بالآسى من ضجر هويدا منهانهضت من فوق ال وحملت ذلك الحاسوب وتلك المراجع وقالت لها_
لاء يهمني راحتك إنت كمانأنا هطلع أكمل فى أوضة السفرة وإقفلى شيش البلكونه وإرتاحيحتى بالليل مش هزعجك هبقى نبطشية سهر يعنى مش هرجع غير بكره الصبح.
تهكمت هويدا على سهيله وهى تخرج من الغرفه ونهضت تغلق الشرفهكذالك أغلقت باب الغرفه خلفها وقالت بإستهزاء_
دراسات عليا وبعدها دكتوراة مفكره نفسها مهما وصلت هتعجب آصف شعيباللى عندي يقين إنها بتحاول تتلاعب بيه ويمكن كمان بتستدرجهوعامله فيها الملاك اللى مش بتحب الغلط.
بينما خرجت سهيله من الغرفه وتوجهت الى غرفة السفره وضعت الكتب كذالك الحاسوب على المنضده ثم قالت_
الجو ساقعه أروح اعمل لى كوباية شاي أدفى بيها وأهو أركز شويه عشان أنجز وأرجع المراجع دي لمكتبة الجامعه فى الميعاد اللى قولت عليه.
بالفعل بعد قليل عادت لغرفة السفره بدأت تتفحص تلك المراجع
الى أن دلفت سحر الى غرفة السفره تشعر بضيق من هويدا وقالت ل سهيله_
مش بتذاكري ليه فى الاوضه جوه دفا عن هنا وكمان تمدد جسمك شويه عال بدل
ما إنت محنيه كده عالسفره.
تبسمت سهيله وقالت_
لاء هنا أفضل من الاوضهلما بمدد عال بحس صحيح بالدفا بس ببقى عاوزه أنام هنا ببقى مصحصه.
وضعت سحر يدها تمسد على كتف سهيله بحنان تعلم إنها تبرر كڈب حتى لا تضجر من أفعال هويدا وتبسمت لها قائله_
ربنا يوفقك يارب.
تبسمت سهيله لها قائله_
إدعيلى يا ماما أنا داخله على