عشق الزهار ل سعاد محمد سلامه من السادس الى العاشر
عباءه عربيه رجاليه سوداء مطرزه بخيوط الذهب خاصه به فوق كتفيها قائلا_ السرايا فيها بره حراس ميصحش يشفوكى بالبيجامه.
البارت الجاى بوم الثلاثاء بنفس الموعد
يتبع
للحكايه بقيه.
الشعله التاسعه
بعد مرور ست ايام
لم يبقى سوى ثلاث ليال على الزفاف التى تتحدث عنه ليس فقط البلده بل البلاد المجاوره لها فها هو الأمير يكسر القاعده وسيتزوج من إبنة السائس
صباحا
بمنزل عضو مجلس الشعب.
إستقبلت إحدى الخادمات زينب وأدخلتها الى أحد غرف الضيوف.
جلست لدقيقه قبل أن يدخل عضو مجلس الشعب للغرفه ماددا يده يرحب بها بحفاوه قائلا_
أهلا يا دكتوره حضرتك مديرة الوحده الصحيه بتاع بلدنا أهلا بيكىللأسف كان لازم أكون فى إستقبالكبنفسىده أول مره نتعرفشرفتى بيتى المتواضع.
أنا الدكتوره زينب السمراوى إتشرفت بحضرتك.
أشار لها عضو مجلس الشعب بالجلوس.
قائلا_ تشربى أيه.
تنحنحت زينب قائله_ متشكره مش عاوزه أشرب حاجه بصراحه كده أنا جايه لحضرتك فى طلب خاص.
تبسم عضو مجلس الشعب قائلا_ أؤمرينى يا دكتوره.
ردت زينب بمجامله_ بصراحه أنا سمعت عن كرم وسخاء حضرتك مع أهل دايرتك وده اللى شجعنى آجى لحضرتك النهارده وأطلب منك طلب.
رسمت زينب بسمه وبداخلها تقول_ يالك من مخادع بمعسول الكلام الزائف لكن لا يهم.
تحدثت زينب_ حضرتك عارف إن فى مبنى جديد ملحق بالوحده الصحيه وهو لسه تحت التشطيب وهيفتتح بعد شهر ونص تقريبا وفيه بنك خاص پالدم وطبعا حضرتك عارف المستشفيات والوحدات الحكوميه بيكون دايما عندها نقص إمكانيات فأنا بطلب منك مبلغ مالى كتبرع من حضرتك ل بنك الډم ده نجهزه بفصايل الډم المختلفه مساعده للناس الغلابه اللى متقدرش تشترى أكياس الډم من بنوك المستشفيات الخاصه وأنا عملت حسبه وقولت مش لازم يكون عندنا بنك ډم كبير فى البدايه ممكن مع الوقت نكبره والمبلغ المطلوب مش كبير هو سبعين ألف جنيه بس.
نظرت له زينب تعلم أنه ربما يفكر فى الرفض بطريقه محترمهفقطعت عليه التفكير قائله_ بنك الډم ده مش هيبقى محسور بس على أهل البلد متنساش أن الوحده بتخدم كذا قريه جنب الزهاروأكيد يهمك راحة أهل دايرتكوصحتهموأنهم ميقفوش فى طوابير علشان ياخدوا كيس ډم مدعم من الحكومهعلشان مش معاهم تمن يشتروه من مستشفى خاصه شوف وقتها بقى مرضى قد أيه ممكن كيس ډم ينقذ حياتها وقتها هيدعوا لحضرتك ويقولوا مش خساره فيه أصواتنا اللى إديناها له.
تبسمت زينب بظفر قائله_ أكيد طبعاخدام أهل دايرتك واهل بلدك اللى عشت وسطهمبالنسبه للمبلغ هتدفعه كاش ولا بشيكعلشان لو بشيكأكيد مش هيطلع بأسمىممكن تحوله على إسم طارق التقى.
رد النائب_ لأ مش هدفعه بشيكبس من هنا لآخر النهار أكون دبرت ليكى المبلغوهبعته للحاج طارقلو كنتى جيتى من ساعه كان المبلغ موجودبس طلع لأهل الخير.
قالت بمجامله كاذبه_ بشكر حضرتك عالوقت اللى قابلتينى فيه وكمان بشكر تعطفك على أهل دايرتك هستنى تبعت المبلغ مع أستاذ طارق هستأذن أنا.
نهض النائب قائلا برياء_ مأخدتيش واجبك يا دكتوره.
تبسمت بأصطناع قائله_ مره تانيه لازم الحق الدوام فى الوحده.
تبسم النائب قائلا_ شرفتينى يا دكتوره وأكيد مش المره الاخيره اللى تشرفى فيها بيتى المتواضع وقبل آخر النهار إنشاء الله المبلغ هيكون عندك فى الوحده.
تبسمت زينب قائله_
مره تانيه بشكر إستقبالك ليا من غير ميعاد سابق وكمان كرمك الزايد.
.......
خرجت زينب من منزل النائب_ تسير بالبلده تحدث نفسها قائله_ راجل واطى داهيه فى أمثالك مفكر نفسه أهل كرم ده بخيل جلده ونتن كمانيارب يصدق ويبعت المبلغ اللى طلبته منه.
تفاجئت زينب بتلك السياره التى تجنبت بالطريق تسير جوارهاببطئ لكن هى علمت من صاحب السياره بسهوله فهو ذالك الهمجىبالتأكيد أكملت سير تتحاشى النظر للسياره تلتزم جانب الطريق لكن
فتح رفعت زجاج باب السياره وتحدث_ صباح الخير يا دكتوره جايه من ناحية بيت النايب بتاعنا بدرى كده ليه انتى مش من بلدنا علشان يشترى صوتك.
نظرت له زينب بأستهزاء ولم ترد عليه وأكملت سيرها لكن نزع رفعت نظارته الشمسيه و عاود الحديث_ تعالى إركبى أوصلك للوحده يا دكتوره شكل لسه رجلك بټوجعك ماشيه تقزحى زى الكنجر.
توقفت ونظرت له بغيظ قائله_ شكل المحضر المره دى
تبسم رفعت قائلا_ معايا دفتر الشيكاتوهدفع اللى تقولى عليه من غير ما تدورى مره على هاشم الزهار ومره على سيادة النايب ومش عاوز منك شهره ولا مقابل زيهم.
نظرت له بغيظ قائله_ واضح إن معاملة مع الحيوانات خلتك متفرقش عنهمهمجى.
قالت زينب هذا وعاودت السيرمره أخرى.
بينما تبسم رفعت قائلا_ تعرفى إن التعامل مع الحيوانات أسهل بكتير من التعامل مع الدكاترهبالذات لما تكون شرسه.
توقفت زينب عن السير ونظرت لرفعت قائله_
كويس إنك عارف إن مش سهل التعامل مع الدكاتره الشرسهيبقى إبعد عن طريقى ومش عاوزه أشوف وشك تانى.
قالت زينب هذا وأشارت لذالك التوكتوك توقف لها ركبته وغادرتبينما رفعت أطلق تنهيده مبتسمالا يعلم سببا لحبه إثارة ڠضب تلك الطبيبه.
....
قبل العصر بقليل
بقرية الزهار.
بمنزل متواضعلا بالكبير ولا بالصغير
فتح وسيم باب ذالك المنزلودخل الى تلك الحديقه الجرداء التى بمدخل المنزلسابقا تلك الحديقه كانت صغيره حقا لكن كانت نباتتها خضراء يانعهتذكر والداته حين كانت تسقى أوانى الزهور الفخاريه المصطفه على جانبى الحديقهوتقطف بعض أوراق النعناع الأخضرتصنع لوالده كوب النعناعكل صباحينعشهمنذ أن ټوفيت والداته بعد عدة أشهر من ۏفاة والدهوهو بحوالى الحادية عشره من عمرههجر هو الآخر ذالك المنزلها هو اليوم عاد لهمدمى الفؤادمن ذكريات الطفوله التى تطارد عقلهحين كان يختبئ من والداتهبين أشجار الحديقهوحين كان يهرب منها ويذهب خلف أبيه الى ذالك الأستطبل بمزرعة جده لأمهكان يسعد كثيراحين يرى والدهوهو يعملبالمزرعهكسائسللأحصنهيروضها
ويطعمها قطع السكرحتى أنه كان أحيانا يشتهى قطع السكرويلتقم أحداها بفمهإبتلع ريقهشعر بطعم السكرلكن ليس كطعمه الحلو السابقهو أصبح علقم تجرعه منذ سنواتحين أخبروه أن الفارسسقط من على حصانهوقټلهلديه إحساس أن هنالك شئ خفى خلف سقوط والدهذالك اليومفكيف لجواد ېقتل مروضهلكن تقبل الآمرسابقاوالآن عليههو أن يعود ليكون كأبيهفارسا مروضالكن بأسلوبالحذر والحيطه
فتح وسيم باب المنزل الداخلىودخلوجد الظلام يعم المنزل من الداخلأشعل الضوءلحسن حظه انه أنارفيبدوا أن خالته مهره كانت تدفع فواتير الكهرباء الخاصه بالمنزل
كل الاثاث مغطىبمفارش بيضاء عليها كمية غبارلا بأس بهاحتى الصور على الحائط مازالت معلقه بأماكنهاتبسم وهو ينظر لتلك الصورهوالده يحمله أمامه على جواد وهو عمره لم يتعدى بضع أشهريبكى خوفاوأخرى وهو أمام والداته على جواد آخروأخرى وهو ووالداته وإبيه ثلاثتهم على ظهر جواد واحديتحكم والدهباللجام وهو يمسك بيده الصغيره اللجام جوار يد والدهذكريات تعصفبالقلبدخل من غرفه لأخرىيتجولبالمنزل تعود ذكرياتلم تتلاشى بمضي الوقت.
لكن أخرجهمن تلك الذكرياتصوت جرس المنزل.
تبسم وخرجوفتح لمن يرن الجرس
تبسم له الآخرومد يده له بذالك الملف.
أخذه من يدهوشكره ثم دخل وجلسعلى تلك الأريكهالقديمه بالحديقهوقام بفتح الملف بدأ يقرأ ما هو مدون بهتأكد من شكوكهأغلق الملفوقامبإتصال هاتفىتحدثبأختصار قائلا_
زى ما توقعت الخيول فى المزرعه بتتحقن بمنشطات مضاعفه للقوى بس دى بتفضل لمده معينه وبعدها قوة الخيول بتضع فوب تبقى هزيله محتاج مساعدتك.
بسرايا الزهار.
ببداية الليل
دخل رامى الى غرفته منهكدخل مباشرة الى الحمام ونزل أسفل المياهتسيل على جسدهت محو أثار اليوم المرهق
ظل أسفل المياهلمده لا بأس بهاثم لف خصره ببشكير قطن ىوأخذ منشفه صغيرهيجفف بها وجهه و خصلات شعرهثم خرج من الحمام وأغلق خلفه باب الحمام لكن حين إستدارتفاجئ بمن تجلس على الفراش تلف يدها خلف ظهرها.
تحدث رامى بتفاجؤ_ جدتي!
جدتى أيه اللى جابك لاوضتىأنتى تعبانه ولا حاجه.
نهضت إنعام تسير وإقتربت منه بدون سابق إنذاركانت تجلده بذالك الكرباج الصغير الذى بيدها ليس هذا فقط بل بدأت توبخه بصوت عال قائله_
كنت فين يا صايع لحد دلوقتيلأ متفكرش إنك كبرت عليادا أنا أربطك فى الجنينه وأجلدك قدام العمال.
رغم تفاجؤ رام ىوآلمه من لسعات الكرباجلكن تبسم قائلا_ إنتى قديمه قوىيا جدتى معدتش حد فى الزمن ده بيجلد بالكرباج بقى فى إختراع إسمه صاعق كهربائ ىبيعذب أكتر من لسعات الكرباج.
زادت إنعام قوه فى ضرباتها له قائله_ بتتريق كمان يا مشوه خليك بقى ماسك البشكير على وسطك كده وإستحمل الضړب.
تبسم رامى يحاول الا يخرج صوت ضحكه يغيظ جدته أكثر وقال_ أنا ضايقتك أو عملت أيه يخليكي تضربينىبالكرباج.
توقفت إنعام لدقيقه تنظر للكرباج ثم له تفكر ثم قالت_ هو مزاحى كده أنا هربيك من جديد يا صايع كنت فين لسه داخل السرايا من شويه.
تبسم رامى وقبل أن يرد دخل رفعت ليس متفاجئا من منظر ضړب جدته ل رامىحاول التحكم فى نفسه الأيضحك هو الآخر لكن فلتت منه بسمهقائلا_
رامى عمل أيه يا جدتىبتضربيه وهو عريان بالشكل ده.
نظرت إنعام ل رفعت وقالت له بسخط_ أيه جدتى دى كمان صحيح همجىبعد كده تقولىيا تيتازى البسكوتايه الدكتوره زوزى.
لم تكتفى إنعام بهذا التهكم فقطبل أعطتلرفعت هو الآخرحفنه من الضرباتثم خرجت من الغرفهصافعه الباب خلفها تقول_
حيوانات معاشره حيوانات.
ضحك الأثنان معا بعض خروج جدتهم.
تحدث رامى لرفعت بسؤال_ لابس كده ورايح فيندلوقتي
تبسم عمار قائلا_ رايح فرح العامل والده جالى بنفسه دعانىوأترجانى أحضر الزفافوكمان عندى مللهروح.
تبسم رامى قائلا_ هاشم الزهار لو حتى والد العريس وطى على إيده وباسهاعلشان يحضر فرح إبنه مش هيروح.
تبسم رفعت قائلا_ بس أنا رفعت إبن رضوان الزهاريلا أشوفك الصبحروح إستر نفسككويس إن البشكير موقعش من على وسطك قدام جدتك.
تبسم رامى قائلا_ لأ ما أنا إتمسكت جامد بالبشكيروسيبت جدتك تضربنى الضړب هيوجع شويه ويروح لكن البشكير لو كان وقع هتقع معاه كرامتى حفظت كرامتى قدامهابس مين البسكوتايه زوزى اللى جدتك بتقول عليهاوأيه تيتا دى كمانواضح الكام يوم اللى فاتواوانا كنت فى إسكندريه فاتنى كتير.
تبسم رفعت قائلا_ أبداهقولك بأختصار وبعدها همشى علشان متأخرش عالزفاف.
تبسم رامى قائلا_ إحكى يا شهريار.
.....
رغم أن الزفاف كان لعامل يعمل عند رفعت هو ووالده لكن حضور رفعت الزهار بين المدعوين كان له شمخه كبيره عند العامل ووالده
جلس بين الناس البسطاء منهم بعض كبار السن والكهول يتذكرون بساطة والده يبدوا أن المثل الذى يقول_ هذا الشبل من ذالك الأسد حقيقيا قديما والده كان بنفس التواضع والشده والذكاء يبدوا أن نجله الأكبر ورثهم عنه
إنتهى الزفاف بعد وقت ليس متأخر كعادة افراح البسطاء غادر رفعت المكان لكن لم يبتعد كثيرا ذهب وجلس