السبت 30 نوفمبر 2024

للقدر حكاية سهام صادق

انت في الصفحة 79 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


نحو بطنها التي تفسر ان الزواج من قبل أن ترحل صفا من المزرعه
هو انتي والبيه كنتوا على علاقه ياصفا... سامحيني على سؤالي بس كل عمال المزرعه بيتكلموا عن علاقتك ب البيه
..............................
لا تصدق ان اخيرا وصلت لاسم مقر شركته... بعد بحث طويل عن وفي حسابه الشخصي
دلفت للشركه بحماس تحمل بعض الرسومات التي سرقتها من غرفة ياقوت بعد أن علمت انه مصصم ازياء... فالحجه لمقابلته ورؤياه عن قرب لن تكون الا بذلك الأمر

سألت عن مكتبه وقد أخبرت فارس ان يوصي عليها عمه حتي يعطيها فرصه... استعجب فارس الأمر ولكنه لبى رغبتها
انا جايه اقابل مستر هاشم 
طالعتها مديرة مكتبه بنظره فاحصه ثم تعلقت عيناها نحو الأوراق التي تحملها 
أنتي مريم 
اماءت مريم برأسها ف هاهو فارس نفذ لها طلبها... أشارت لها بالدلوف.. وفور ان دلفت مكتبه تعلقت عيناها به وهو جالس بوقار يطالع بعض الأوراق.. تأملته عن قرب الي ان انتبه لوجودها 
مريم مش كده 
سألها عن اسمها لتنظر اليه بعدما فاقت من شرودها... حركت رأسها سريعا اجابه عن سؤاله 
تعالي يامريم... فارس موصي عليكي واتمنى تكوني فعلا موهوبه 
ثم عاد يطالعها 
مع ان سنك صغير 
أسرعت للتوضيح له 
انا مش صغيره انا سنه وادخل الجامعه 
ابتسم وهو يسمعها ... مد يده ليأخذ منها الأوراق ويرى الي اي مدى وصلت موهبتها 
اتسعت عيناه ذهولا وهو يرى بعض من التصاميم
أنتي موهوبه يامريم... مش معقول في سنك ده ومعندكيش خبره تطلعي حاجه بالجمال والدقه 
ارتسم الزهو فوق شفتيها ومديح هاشم يتدافق فوق مسمعها فلم يصادف احد بعمرها بهذه الموهبه كل من صادفهم كانوا بسنوات عمر اكبر وخبره 
طرقات خافته اخرجته من تحديقه بدقة الرسومات .. لتدلف ياقوت الغرفه وعيناها جاحظه نحو مريم الجالسه ولم تنتبه إليها ولكن لم تمر ثواني فرفع هاشم عيناه نحوها ومريم التي ألتفت نحوها أيضا وتلاشت معالم سعادتها الي الشحوب 

الفصل الخامس والخمسون
مريم!
هتفت بها ياقوت متعجبه من وجودها هنا.. واقتربت منها تحت نظرات هاشم الذي تسأل علي الفور
انتوا تعرفوا بعض
وعند نطقه تلك العباره انتفضت مريم من مكان جلوسها وألتقطت الرسومات التي كان يفحصها هاشم وغادرت صامته ټلعن حظها الذي يجمعها بتلك التي لا تراها الا دخيلة على حياتهم 
أسرعت في خطاها كما أسرعت ياقوت نحوها بخطوات اشبه بالركض الي ان أصبحوا خارج الشركه 
مريم استنى يامريم 
كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه وهي تهتف بأسمها ولكن مريم لم تعيرها أدنى اهتمام وعندما ضجرت من اتباعها وقفت تطوي ذراعيها أمامها 
نعم في ايه... انتي جايه ورايا ليه
تعلقت عين ياقوت بها ووقفت أمامها ومازالت تلتقط أنفاسها 
أنتي كنتي بتعملي ايه هنا يامريم 
وانتي مالك 
لم تعلق على فظاظتها فما الجديد بينهم الا هذا... ولكن عيناها تعلقت ب اخر شئ توقعته منها.. ان تكون مريم سارقه وتسرق رسوماتها .. عندما انتبهت مريم لنظراتها خبأت الورق خلفها
الورق ده بيعمل معاكي ايه يامريم... انتي اخدتيه من اوضتي 
ورغم بجاحتها التي اعتادت عليها الا ان تلك المره كانت مريم تهرب بعينيها بعيدا 
ردي عليا 
انا مش حرميه... واه ورقك خديه 
دفعت الورق إليها واسرعت في الإبتعاد عنها ولكن 
انا هقول لحمزه... هقوله على سهرك وآخرتها سرقتك... انتي كده بتضيعي
سكنت مريم للحظات وألتفت إليها ببطئ خائفه تتمنى وجود رؤى جانبها حتي تحفظها ما ستقوله 
لو قولتيله مش هيصدق... ولا حد هيصدقك 
لم تكن كاذبه فالكل لا يراها الا طفلتهم البريئه التي لا تكبر... تظهر امامهم بمريم التي تربت على ايديهم ولكن بعيدا عن انظارهم كانت كمن يتبع احد ويحركه 
مريم انا...
وقبل ان تتفوه ب باقي عبارتها وتخبرها انها تخاف عليها كانت مريم تلحق بسيارة الأجرة التي اوقفتها
...............................
هتف بها فور ان دخلت غرفته متسائلا عن معرفتها بتلك التي وصي عليه ابن شقيقه 
أنتي تعرفي البنت ديه 
طالعته ياقوت بحيره ثم حسمت امرها 
ديه مريم بنت حمزه.. اقصد بنت مراته الله يرحمها 
قطب هاشم حاجبيه غير مصدقا ان الفتاه التي رأها في حفل عيد ميلاد فارس وترقص وسط شباب وفتيات يثيروا اشمئزاز من يراهم ويلعن تربيتهم 
مش معقول... ازاي حمزه سيبها كده 
اطرقت ياقوت عيناها ارضا... فتحرك هاشم سريعا نحو مكتبه حتى يلتقط هاتفه 
انا هتصل ب حمزة فورا
مستر هاشم انت هتعمل ايه..بلاش تتصل بحمزه انا اللي هطلع وحشه في الآخر 
ألتمعت عين هاشم وهو يتذكر الرسومات التي جلبتها فحدق بها بذهول 
الرسومات اللي عرضتها عليا ديه بتاعتك يا ياقوت مش كده 
لم تجيب عليه وصمتت.. فلا تعرف كيف وصل امر مريم لهذا الحد 
انتوا ساكتين على البنت ديه ازاي... فين حمزه من كل ده... انتي تعرفي ان فارس ابن اخويا هو اللي موصي عليها
واردف وقد تعلقت عيناه بعين ياقوت التي وقفت أمامه بقلة حيله لا تعرف كيف تدافع عنها 
عارفه ده معناه ايه 
مريم مش وحشه بس بتمر بحاله نفسيه 
هتفت بها دفاعا عنها ولكن هاشم استنكر دفاعها 
ياقوت سكوتك ده هيضيعها اكتر... انا مش راضي عن تصرفات فارس لكن في النهايه هو راجل 
وتنهد وهو يتذكر جلوسها أمامه 
انا مش قادر أصدق ان ديه تربية حمزه...
اغمضت عيناها وهي لا تعلم من أين تبدء في إصلاح الصغيره 
................................ 
ترك معلقته ليتأملها وهي تنظر إلى طبقها دون مساسه
مبتكليش ليه
رفعت عيناها نحوه ثم عادت تنظر إلى طبقها ثانيه
مين الست اللي جاتلك الصبح...ديه واحده من عمال المزرعه مش كده 
رمقته صامته ثم نهضت من فوق مقعدها 
ايوه من عمال المزرعه زي ما انا برضوه كنت من اللي شغلين هنا وبقيت فجأة مرات البيه بتاعهم
لم يعجبه حديثها فنهض خلفها يسحبها من ذراعها قبل ان تتحرك خطوة أخرى
لما نكون بنتكلم متمشيش وتسبيني... واقعدي كملي اكلك
ثم أدار جسدها اليه لينظر الي عينيها ولأول مره يكتشق زرقتهما الصافيه عن قرب... ازدرد ريقه وهو يفحصها ثم رفع كفه يلامس وجهها الأبيض
لازم نبدء من اول وجديد ياصفا... عشان الطفل اللي جاي
كانت ستصيح به وتخبره عن أي طفل سيربط بينهم وبينهم جدار صلب قد بناه هو من قسوته ولكن عندما تذكرت ثأرها منه ومن شقيقته اشاحت عيناها بعيدا عنه متمتمه
انا هطلع انام
وانصرفت حتى تختلي بنفسها في غرفتها... فوقف ينظر لخطاها يزفر أنفاسه يتمتم لحاله
انت بتعاملها كويس عشان ابنك يافرات...
ولكن كانت هناك حقيقه يداريها عن قلبه... فقد أصبح يقع بحبها ويراها امرأته
................................ 
نيران كانت مشتعله داخله وهو يتذكر حديث نغم معه اليوم تخبره ان مراد قد طلب منها لا حضور له أي اجتماع يخص شراكتهم 
لم يكن يخرج تلك النيران الا على زوجته التي كانت مستسلمه له بحب... نهض عنها يرمقها دون أي مشاعر لتظل عيناها عالقه به وهو يبتعد متجها نحو المرحاض 
دقائق مرت وهو يقف أسفل المياه يغمض عيناه بقوه... يتذكر تفاصيل كل ما أخبرته به نغم حانقه من السعاده الظاهره فوق ملامحهم عندما قابلتهم في الشركه اليوم... 
كانت تشارك خالد ڠضبها وحنقها وهي لا تدرك انها تشعل داخله نيران الغيره 
لطمه قويه دفعها نحو الحائط يخرس شيطانه وهو يصورها له مع مراد فصړخ مقهورا 
ليه كل حاجه بتمناها او احبها بتكون لغيري... هفضل لامتي مبخدش اللي نفسي في 
................................. 
وقفت جانبه تتأمل هيئته المنمقه التي تعشقها... اسبلت اهدابها تتعمق في النظر اليه ولم تنتبه على ندائه وهو يطلب منها ان تعطيه المقلاه 
هناء...
واردف مستمتعا بهيئتها 
لا انتي شكلك سرحانه ومندمجه على اخر 
بتقول حاجه يامراد 
ضحك وهو يترك ما بيده واتجه نحوها 
مين اللي واخد عقلك 
وبتلقائيه هتفت دون شعور 
انت 
ارتسمت ابتسامه واسعه فوق شفتيه وهو يسمع عبارتها التي عززت رجولته
طب اعمل فيكي ايه دلوقتي 
.............................. 
طرقات خافته اطرقها على باب غرفتها فميزتها بسهوله... أسرعت لجلب احد الكتب التي اعتادت على قرأتها بعدما كان يرشحها لها 
اتفضل يابابا 
هتفت بندائها فأبتسم وهو يقترب منها دون إغلاق الباب ينظر إلى ما تحمله بين ايديها... عندما رأت ابتسامته علمت ان ياقوت لم تخبره بشئ 
حببتي عامله ايه 
الحمدلله... بس زعلانه منك 
تمتمت عبارتها وهي تغلق الكتاب وتضعه جانبا
الدراسه هتبدء بعد يومين... ومسألتش على المدرسين اللي هيدوني السنادي ولا عملتلي جدول للمذاكره وحتى زي المدرسه ندي وشهاب هما اللي اهتموا بي 
تنهد وهو يشعر بالحزن لتقصيره نحوها 
اسف ياحببتي... انتي عارفه اني مشغول 
بس انت مش مشغول عن ياقوت وبتهتم بيها... انت نسيتني يابابا خلاص 
اجادة اشعاره بالذنب كالعاده ليطالعها كيف تنتظر رده ليجيب عليها ولكن بماذا سيخبرها... ألتقطت عيناه الكتاب فحمله يطالع عنوانه 
خلصتي قرايته ولا لسا
خلصته تلت مرات... ومستنيه الكتاب الجديد اللي هتجبهولي نقراه سوا الاول 
وكان ذنب اخر تضيفه اليه..ابتسم وهو يعلل لها انشغاله 
اوعدك اني هفضي من وقتي ليكي لوحدك زي زمان ... بس انا عايزك تبدأي السنادي مذاكره بجد يامريم
اماءت له برأسها بسعاده... لينصرف بعدما اخذ الوعد منها
شردت في ملامح هاشم لتتمتم لحالها 
انا حبيته عشان هو شبهك
واسرعت لاحتضان وسادتها ثم غفت وهي تحلم بفارسها الجديد بأحلام مراهقة 
.............................
دلف لغرفتهما صامتا شاردا في حديث صغيرته وتذكيرها له عما كان يفعله لها ولم يعد... تعلقت عيناه ب ياقوت المنشغله في صنع حذاء اخر صغير وهو لا يعلم لما تصنع من كل شئ زوجين 
تركت ما بيدها واقتربت منه بحب
مالك ياحبيبي 
نسي همومه وكل ما يشعر به وهو يستشعر جمال تلك الكلمه منها خصيصا 
تعبان ياياقوت... وتايه 
ثم اردف بعدما اخذ تنهيده طويله محمله بما يجثم فوق روحه 
حاسس اني بعدت عن مريم وبقيت مقصر في الامانه اللي سبيتهالي سوسن
تجمدت عيناها نحوه... فلم تعد تستطع تخبأة اي شئ عنه... فلابد ان يجد هو حلا
مريم ياحمزه ماشيه في طريق غلط... انا شوفتها 
انتفضت مفزوعه وهي تراه ينهض من فوق الفراش 
ياقوت مريم مبتعملش حاجه غلط... ارجوكي مش عايز اسمع منك انتي بالذات اي حاجه عن مريم زي ما انا مبحبش اسمع منها حاجه عنك..
انت ليه ديما بتتهمني اني عايزه اشوه صورتها... ده حتى شريف 
اردات ان تصرح له بأهانة شريف وظنه بالسوء لها 
كويس انك اتكلمتي في الحكايه ديه... شريف زعلان من كلامك عن اخته.. واشتكالي قوليلي اعمل ايه بينكم 
متعملش حاجه ياحمزه... على العموم انا قولت اللي عندي وحاولت انبهك ولاخر مره بقولك راقب تصرفات مريم وارجع اهتم بيها وانا مبقتش عايزه اهتمام خلاص 
هتفت عبارتها الاخيره پغضب... 
هنرجع نزعل ونتقمص من تاني... وانا اللي كنت عاملك مفاجأه 
تعلقت عيناها به بمقت ثم اشاحتهما سريعا عنه فضحك 
افهم من كده ايه مش عايزه تعرفي مفاجئتي 
نفت برأسها ليضحك ثانيه 
 

78  79  80 

انت في الصفحة 79 من 105 صفحات