الخميس 28 نوفمبر 2024

للقدر حكاية سهام صادق

انت في الصفحة 59 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


ثياب جديده إنما وجودها معه واهتمامه بها كان يكفيها
اوصلوا مريم المنزل فحملت حقائبها وانصرفت للداخل لتركض لأعلى تحت نظرات ندي المتعجبه 
اتبعتها ندي هاتفه بأسمها ولكنها لم تجيب عليها 
مبترديش عليا ليه مالك يامريم
اڼفجرت مريم بالبكاء ټدفن وجهها في وسادتها تقص عليها كل شئ ولكنها حذفت مشهد قربهم بمكتبه فالمشهد ېحرق قلبها 

اخدتوا يا ندى خلاص بابا هيبعد خالص هيبقى بتاعها هي وبس ديه ضحكت عليه انتوا قولتلولي انها وصيه ماما وكانت لازم تتنفذ وانه اتجوزها عشان كده وبس بس هي خلاص شالت ماما من قلبه 
اڼصدمت ندي من حديثها عن سبب الزيجة الذي لم يخبروها به الا عندما شعروا بحزنها الشديد ونومها في غرفه والدتها كل ليله باكيه تخبرها انه لم يعد موجود بينهم 
مريم ديه مراته بكره لما تكبري وتتجوزي هتفهمي ياحببتي ياقوت مش وحشه اوي ومش هتاخدوا مننا 
احتدت عيناها وهي تسمع اسمها
لا وحشه وانا بكرها ديه كانت بتقرب منه النهارده عشان تضايقني
وماكانت تفعله الأخرى تلقائيا حتى تجرب احساس هند الذي قصته على صديقتها كانت تراه الصغيره مكيده لتقهرها 
اختلس النظر اليها وعادت عيناه نحو الطريق يبتسم على طفولتها في فتح الأكياس حملقت به وقد لمعت عيناها بالسعاده 
انا مبسوطه اوي
فأبتسم للحظه ثم أودع تركيزه في القياده شعرت وكأنه مازال غاضب منها وان لطفه طيله اليوم لم يكن الا لإخفاء غضبه أمام مريم 
بهتت ملامحها وقبل ان تسقط دموعها نست ضعفها وابتسمت تضم كفيها ببعضهما 
كنت غبيه لما مفكرتش اشاركك في خۏفي اعتبره درس واتعلمت منه 
لم يكن غاضبا منها تلك اللحظه ولا ڠضب بسبب فعلتها فهو يعلم بحياتها وكيف عاشت ولكن تجنبه لها كان مجرد عقاپ 
وقد ضاع العقاپ اليوم لحظة دخولها مكتبه وارتماءها بين ذراعيه 
حمزه انت سامحتني 
أوقف سيارته في مكانها المخصص أسفل البنايه التي يقطنون بها جاهد على أن يخرج صوته صلب جامدا لتكون ردت فعلها الأسبق وهي تندفع نحوه ټدفن وجهها في عنقه
انا بحبك ياحمزه بحبك اووي 
واصبحت العقد تنفك واصبح القلب مستسلما 
أصبحت لا تراه كل ما عرفته انه في دوله اخري مع فريقه حقائبها جهزتها حتى ترحل قبل أن يطردها هو ملقيا عليها كلمه حريتها منه التي وضعتها جين مقابل لرحيلها 
انتبهت على طرقات على باب غرفتها وقبل ان تزيل الحقائب تخفيها خلف الخزانه دلفت جين تنظر إليها ثم نحو الحقائب 
وابتسامه ساخره احتلت فاها 
أراكي تعدي حالك للرحيل هذه النهايه عزيزتي 
تنهدت سماح بضيق فقد ملت من نظراتها الساخره وكأنها تخبرها انها ستفضح امرها ولكن اليوم قررت أن تفصح بكل شئ
احب ان اخبرك ان سهيل سيلقي بكى خارج ذلك البيت 
تبدلت ملامح سماح لابتسامه واسعه تدراي داخلها خيبه أعادت اليها الماضي
لا بأس انا انتظر تلك اللحظه بفارغ الصبر ولولا مساعدتك العظيمه ما كنت رحلت 
خرجت الكلمات من بين شفتيها بحرقه ولكنها أقسمت ان تكون قويه رغم كل شئ لا رجال استطاعت التخلص منهم بحياتها ولا تجربه لم تخض مثلها ثانيه الفشل عاد إليها وعاد عڈابها مجددا ټلعن سهيل في كل لحظه 
تلاشي الزهو الذي يرتسم في عين جين وهي تجدها بتلك القوه غير عابئه شئ رمقتها جين پحقد فقد تمنت ان تراها ذليله باكيه 
أنتي تعرفي بكل شئ 
وتجلجلت ضحكاتها تلتف نحوها تبث سمها
وهل سيعطيكي سهيل باقي خدماتك كم تبقى لكي عزيزتي 
واخرجت من جيب فستانها المال لتمسك كفها تضع داخله المال ونظرات سماح ترمقها پحده وآلم ولم تشعر الا وهي ترفع كفها ټصفعها وجين تشع حقدا تلامس خدها من أثر الصفعه
المال لامثالك وليس لي 
وخرجت من الغرفه حتى تحرر دموعها الحبيسه وصوت أنفاسها تتصاعد جعلها كالعاھره تشتري المال 
عڈاب ومراره ذاقتهم وفاديه لا تفعل شئ إلا التفنن في مذلتها 
طيله اليوم عمل حتى باتت لا تشعر بجسدها 
جلست على احد المقاعد بالمطبخ تفرد ساقيها بتعب نظرت نحوها السيده نعمات بأشفاق واقتربت منها تربت على ظهرها 
ست فاديه طيبه بس مۏت جوزها أثر عليها كانت بتحبه اوي
تعلقت عين صفا ودمعت عيناها وهي تطالعها فقد كثر الظلم عليها
انا معملتش ليها عشان تكرهني كده 
واستها المرأة بطيب خاطر 
بنتي سميحه بتشتغل عند فرات بيه في القاهره يرجع بس من الدوله اللي مسافرها وهخليها تستعطفه ترجعي شغلك في المزرعه مع العمال تاني 
عندما استمعت لاسمه ارتعش جسدها لتنظر لها المرأه بحنو وفجأه تعالا صياح الخادمه التابعه لفاديه 
ست فاديه عايزاكي قومي يلا 
تنهدت هناء بمقت وهي تجلس بالمطبخ كبريائها كل ليله منذ قدوم تقي يأخذها الي هنا لتعود بعد أن يثقل على جفونها النعاس الي الغرفه التي تجمعهما لتجده نائما لا يعبئ بشئ 
ولا تجد شئ تفعله من حنقها الا النوم جواره لتستيقظ تسأل نفسها هل كانت تحلم به وهو يضمها ويمسح على وجهها ام قربه بدء يجعلها راغبه اليه 
فراغ الفراش جوارها يعلمها الاجابه فكل هذا ماهو الا اوهام 
ولكنها كانت الحقيقه التي يعيشها معها وهي نائمه بعمق 
أنتي هنا ياهناء
انتفضت هناء فزعا من صوت تقي ارتبكت من نظرات تقي التي وقفت أمامها تتثاوب 
بتعملي ايه في المطبخ في الوقت ده 
كنت جايه اشرب قولت اقعد شويه 
ضحكت تقي ثم اتسعت عيناها وهي تجده ترتدي عبائه منزليه 
أنتي بتنامي جانب مراد كده 
هبطت عين هناء بالتدريج نحو ماتريديه فهى بالفعل تنام جانبه هكذا أما باقي الوقت في وجود تقي ترتدي الثياب بحريه بعض الشئ حتى لا تشك بالأمر 
لم تجد اجابه تكذب بها عليها ولكن الخلاص جاء على صوت مراد الذي وقف على باب المطبخ يطوي ساعديه يرمقهما بتسأل
انتوا بتعملوا ايه 
احتواها بذراعيه بعدما استخرجت كل مافي جوفها اسندها بذراعيه نحو صنبور المياه يمسح فمها برفق 
قولتلك نروح للدكتور يامها بقالك يومين تعبانه وتقوليلي دور برد وهخف 
خارت قواها بين ذراعيه بضعف 
هبقي كويسه ياشريف متقلقش 
تألم قلبه وهو يراها بهذا الضعف 
السفر بعد بكره هتقدري تسافري ازاي يامها انتي مش شايفه شكلك عامل ازاي 
ضحكت بآلم فهى لا تعرف ملامحها ولا تعرف كيف تبدو اهي بشعه ام جميله
عندما رأي صمتها أدرك فداحه كلمته التي لم يقصدها
حببتي انا مقصدش 
عارفه ياشريف انا بس كان نفسي اكون عارفه ليا ملامح
قادها نحو فراشهم واجلسها برفق ثم ضم كفوفها بين راحتي كفوفه
هتعملي العمليه وتشوفي كل حاجه بس اوعي تقوليلي طلعت وحش ياشريف عايزه اغيرك
للحظه تبدل حالها من بضعه كلمات ارتاح قلبه وهو يرى ابتسامتها لتتعلق عيناه بجيدها
فين العقد بتاعك يامها 
ومن نظرة واحده منها علم ان هناك ماتخفي عليه 
دلفت هناء لغرفه خالد تحمل بعض الأوراق التي طلبها منها
اتسعت حدقتيها وهي تجد نغم جالسه على مقعد خالد ترفع عيناها عن الأوراق ف أصابها الذهول مثلها 
أنتي بتشتغلي هنا 
ارتجف قلب هناء فكل شئ قد انكشف والأمر الذي تخشي معرفته زال الغطاء عنه 
مراد يعرف انك شغاله هنا 
لا ميعرفش وياريت متقوليش 
دفعت نغم مقعدها للوراء قليلا ونهضت من فوقه وبنظرة دقيقه شملتها فاحصه 
وليه مراد مش عارف 
وقطبت حاجبيها متذكره خالد 
وتقريبا خالد كمان ميعرفش انك متجوزه انا فاكره وقت توظيفك مكناش عايزين واحده متجوزه لسبب ما 
انا مش مقصره في شغلي 
رمقتها نغم بتحديق تسألها عن كذبتها 
ليه كذبتي علينا 
تحجرت عيناها نحو الطبيب تستمع ما يخبرها بها وقلبها ېتمزق من الآلم 
أنتي بتعاني من مشاكل في الرحم يامدام ندي 
ارتجفت شفتيها وهي تخرج عبارتها بثقل
يعنى ايه يعني مش هكون ام 
ثواني مرت عليها كالدهر عندما عاد الطبيب لمطالعة فحوصاتها
انا مقولتش كده يامدام ندي بس المشوار طويل ولسا في بدايته في رحله علاجك 
سقطت كلماته عليها ولم تشعر بقدميها ولا دموعها التي اغرقت وجنتاها وهي تسير بالشارع دون سيارتها أخبرها ان لا تدهب لعمل فحوصات فهو لا يرغب بالأطفال الان ولا يفكر بالأمر ولكن منذ أن علمت بحمل مها وقد تأجلت سفرتهم الي
أمريكا بسبب ذلك وهي تريد ان تجرب ذلك الشعور 
وضعت يدها على فمها تكتم صوت شهقاتها بآلم صحيح ان هناك امل ولكن الأمل طويل أمام حلم تمنته 
ندي ندي 
وقفت في مكانها ساكنه لا تميز صاحبه الصوت لتجد سمر أمامها 
مالك يا ندى فيكي ايه
ظلت صامته لا تتحدث فطالعت سمر المكان حوله لتجد احد المطاعم فقادتها نحو الداخل تمسك يدها البارده قلقا
فيكي ايه فين عربيتك طيب 
اجلستها سمر وهي ننتظر منها اي اجابه وجلست أمامها تعيد سؤالها اغمضت ندي عيناها والالم ينهشها 
الدكتور قالي صعب اخلف ياسمر 
دفعت سماح الاختبار نحو السله پعنف لا تصدق انها تحمل طفلا في احشائها منه الشكوك منذ يومان تدور داخل عقلها وكل المؤشرات تؤكد الأمر ولم تجد الا الفحص المنزلي حتى تتأكد وتخرج حره من تلك الزيجه والتي في النهايه اثمرت بطفلا
تعلم أن مجيئه سيكون غدا بعد غياب دام لاسبوعان تركها معلقه فيهم تتلاشى جين بحقدها 
تعالا رنين هاتفها برقم السيده سميره صاحبه المسكن الذي كانت تعيش فيه
ها يا ياسماح طمنيني عملتي الفحص 
طلعت حامل مش لازم يعرف بالطفل مش لازم 
هتربي طفل بعيد عن ابوه ياسماح 
سقطت دموع سماح بعجز ولم تنتبه لوقوف سهيل يقبض على مقبض الباب بقوه وقد عاد اليوم من تدريبه 
سقطت تحت قدميها بعدما تلاشت الرؤيا أمامها جسدها لم يعد يتحمل كل هذا العبئ لتنظر لها فاديه من علو تدفعها من أمامها صاړخه بخادمتها 
نادي عنتر يشوفلها دكتور او رشوا مايه على وشها 
اقتربت الخادمه من صفا وكما رأت بالافلام فعلت لها فحصت نبضها هاتفه بهلع 
ديه نبضها ضعيف خالص ياستي 
احتدت نظرات فاديه ليدلف عنتر للداخل ليجد صفا ممده أرضا 
شوف مالها 
وقف عنتر في مكانه لا يعرف كيف يتصرف وقبل ان تصعد فاديه نحو غرفتها لمعت عين فاديه 
خدوها المستوصف اللي على الطريق
استوعب عنتر اخيرا الوضع وحك دقنه ليركض للخارج يأمر السائق بأن يستعد حتى ينقل إحدى الخادمات للمستوصف 
اقتربت فاديه من مهجه تحملق بها 
اسمعيني كويس يامهجه 
رفقتها مهجه وعنتر للمستوصف وعندما اقترب الطبيب لفحصها تمللت رقدتها 
انا فين 
لم يعبئ احد بسؤالها وبدء الطبيب فحصه ليبتعد عنها 
تعمل التحاليل ديه دلوقتي حالا 
ألتقطت مهجه الورقه المدونه بها بعض التحاليل
ابتسمت ياقوت براحه على صنيع يداها أخبرتها ندي ان مريم تعشق المشغولات الصوفيه بعدما سألتها عن الهديه التي تفضلها مريم حتى تهاديها في احتفالهم العائلي البسيط بعيد مولدها 
تأملت الكنزة الصوفيه برضى ثم رفعتها بيداها حتى تتأملها اكثر اسبوع تجلس تصنعه دون تعب حتى تتقرب منها هناء هي من اقترحت عليها ذلك تخبرها كما أخبرتها تقي ان مريم طيبه القلب ولكن تحتاج الصبر قليلا 
نظر عنتر للغرفه الخاليه بعدما ركضت اليه مهجه تخبره ان صفا دفعتها بقوه وهربت لم تتبعه مهجه فخشت ان يكتشف عنتر انها وراء ذلك
تنهد بشأن مما حل به اليوم عاد بأدراجه للخارج حتى يبحث عنها فأقتربت منه إحدى الممرضات تعطيه فحوصاتها  
لينظر عنتر الي ما أعطته له ضائقا عيناه 
ايه ده 
تعجبت الممرضه من سؤاله لتحملق به بنفاذ صبر 
فحوصات
 

58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 105 صفحات