الأربعاء 27 نوفمبر 2024

للقدر حكاية سهام صادق

انت في الصفحة 56 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


كانت أجمل نظره طالعتها طالع ياقوت الفتاه البسيطه ياقوت التي حكمت عليها الحياه ان تعيش في قفص كالطائر الي ان حرره صاحبه أخيرا فأخذ يتخبط بجناحيه يبحث عن وطن وكانت عيناه هي الوطن 
مش لازم تشبهك في شكلك يكفي روحك 
ونظر للفتاه ثم إليها يحثها على مواصله ما تفعله 
كملي يلا قبل ما البنت توقف لعبها 

اماءت برأسها وعادت الي ما تفعله ومشاعر الحب نحو ذلك القابع جانبها تعلو وتتدافق داخلها وبعد أن كانت خائفه من حبه 
تحرر قلبها راغبا بنيل المزيد يخفق بين اضلعها بتراقص صائحا
مهللا بسعادته
نهضت من غفوتها وقد ظنت انها غفت ساعه كما ضبطت منبه هاتفها الذي يجاورها ولكن كالعاده لا تشعر بشئ نظرت للساعه تشهق بفزع فالساعه أصبحت التاسعه ولم تطهو الطعام له ولها 
ارتدت حذائها وركضت خارج غرفتها تتسأل لما لم يقظها لتأتيها الاجابه من وقفته أمام الموقد يحمر الدجاج ويقلب الصلصة وينتقل بخفه ليكمل عمل السلطه لا تعرف كيف يقف يفعل ذلك بتلك السرعه وببارعه ونظافه 
فركت عيناها من النعاس لعلي الرؤية تتضح أمامها مراد الذي يهتم بنظافه ملابسه ورائحته العطره يقف يعد الطعام وبتلك البراعه 
اغلق الموقد وألتف نحو الطاوله كي يسكب الصلصه على المكرونه المعده بالاطباق ليتفاجئ بوجودها وخصلات شعرها مرتفعه كأرسال الراديو 
ابتسم على اتساع عيناها وتحديقها به ينظر إلى منامتها القصيره الطفوليه 
مالك واقفه كده وشكلك مش مصدقه اني بعمل اكل 
اقتربت منه بعد أن فاقت من تحديقها الابله به وارتفع حاجبيها دون تصديق 
اصل مراد اللي اعرفه بېخاف على نضافة هدومه ومش بيطيق ريحة العرق فجأه ألاقيه في المطبخ وبيطبخ وبقعه صلصه على قميصه 
انتقلت عيناه سريعا نحو بقعه الصلصه ليقطب حاجبيه مستاء من نفسه داعبت رائحة الطبخ أنفه وهو يركز حسه الشم نحو ثيابه ألتوي محياه عبوس ينظر إليها فأنفجرت ضاحكه مما يفعله
لقيتيها فرصه تضحكي عليا مش كده اعمل ايه لقيتك نايمه ومافيش اكل قولت اعمل انا بس الظاهر انا غلطان
ازدادت ضحكاتها اكثر على تذمره فأنتفخت اوداجه 
اصل الناس النضيفه اللي زيك بتبهرنا لما بتعمل حاجه من حاجات الناس الطبيعيه 
وعادت تضحك ثانيه بصوت صخب ودون ان تشعر وجدت بعض الصلصه على منامتها ايضا اتسعت حدقتيها مصدومه تجذب منامتها للأمام 
ينفع اللي عملته ده كده هغير البيجاما وانا لسا لبساها النهارده 
اول مره اعرف انك معفنه كده ياهناء وفيها ايه لما تلبسي غيرها 
اتتها اجابته التي زادتها مقت ولم تتركه الا بعدما فعلت نفس فعلته قفزت وصفقت بسعاده على رد الصاع له كطفله صغيره 
واحده بواحده عشان متستهونش بيا 
وركضت من أمامه قبل أن ينال منها لم تجد الا الاريكه لتتحامي بها 
حقي هاخده ياهناء
لحظه نسوا فيها حكايتهم وبدايتهم نست فيها جرحه الغائر وحلامها الذي كسره خفق قلبه وهو يراها كيف تدور خلف الاريكه وتركض هنا وهناك لتتحامي منه لم يشعر الا وهو يجذبها لتسقط فوق الاريكه وهو يحاصرها بين ذراعيه ينظر إليها بشغف 
خلاص مسامحك عشان مبحبش شغل العيال ده 
ارتبكت من وضعهم ودقات قلبها اخذت تتسارع يشعر انه يشتهيها يشتهيها كزوجه 
خلينا نبقى زي اي زوج وزوجه طبيعين ياهناء وننسي اللي فات 
عيناها وصوت أنفاسها الهائجة جعلته ييقن انها مازالت تحبه لتتجمد ملامحه بعد نطقها رفضه وفاقت من صراعها بين العقل والقلب 
لا يا ابن عمي 
ورغم خفه دفعتها الا ان رفضها ذلذله وعاد الزمن للوراء وهاهو يذوق نفس ماعاشته 
والحب مازال داخلها الا انها لم تنسى كلماته الجارحه لها 
تلك الليله
شعرت حوريه بيد تيقظها وصوت اذان الفجر يعلو حولها فتحت عيناها لتجد صفا واقفه أمامها تسألها
مش هتصلي
تفاجأت حوريه بها تيقظها للصلاه ارتبكت صفا من تحديقها واطرقت عيناها خجلا
انا عارفه انك مستغربه تعرفي انا كنت بصلي زمان وواحد بس اللي ساعدني عشان اتغير واغير من لبسي وضاع الشخص ده وضعت انا من تاني مع نفسي
صمتت حوريه وهي تسمعها تشعر انها مثلها لديها حكايه ادمت قلبها وروحها فهل أحدا ليس لديه حملا يثقل علي روحه 
هي هربت من قهر زوج أراد أن يقودها للحرام مخبرا اياها ان لا فائده منها مدام لم تنجب تزوج عليها فرضت ولكن عندما طالبها ان تعصي خالقها لم تجد حلا الا الهرب حتى لو قادتها الحياه للقاع ولكن هاهي تعمل وسعيده بحالها راضيه 
صمتت صفا بعد ان أخذها الحنين للماضي وعادت تهتف 
مش هتقومي تتوضي بقى ياحوريه 
فاقت حوريه من شرودها وابتسمت وهي تزيح غطائها الخفيفه ونهضت من فوق الفراش تجر قدميها نحو دورة المياه
قومت اه ياست صفا واه النهارده انتي اخدتي الثواب بس اعملي حسابك هسابقك فيه
أنهت حوريه صلاتها ونظرت نحو صفا التي علا صوت بكائها في سجودها همهماتها وشكواها الي الله كانت خافته رمقتها حوريه وقررت ان تذهب لفراشها تتركها في خلوتها
ولما يكن الرجاء الا في الخلاص والعفو وكان لها ما رغبت تلك الليله
لم تصدق ان اليوم هو ختام رحلتهم هنا ألقت رابطتي البالونات من بين يديها وعيناها تنتقل معهم اتسعت ابتسامتها من تلك التجربه التي جعلها تعيشها وكأنه اعادها لطفولتها التي لم تنعم بها الا بالتنظيف والطبخ 
ألتقت عيناها به وهو يقف يعقد ساعديه أمامها وينظر لفرحتها فأقتربت منه تلقي نفسها بين ذراعيه تخبره عن سعادتها 
انا فرحانه اووي
ضحك وهو يضمها اليه لم تفرح يوم ان أهداها عقد بثمن غالي ولكن بعض من النفاخات جعلتها تطير من السعاده 
فرحانه من شويه بلالين يا ياقوت 
ابتعدت عنه ترفع عيناها اليه وثغرها يحمل ابتسامه متسعه
السعاده ممكن تكون في حاجه بسيطه 
وأخرجت من حقيبتها مفكرتها التي تحملها دوما وتلك المره كان لديها قلما رسمت له ملصقا مبتسما لترفع له وجه الملصق تضعه فوق شفتيه
وممكن تكون كده 
هتفت عبارتها بمرح ومشاغبه لمعت في عينيها ليضحك من قلبه على فعلته يجذبها اليه 
اقولك انا ايه كمان السعاده في اني احضنك جامد
حمزه الناس
عالت ضحكته اكثر ينظر إلى مرور البعض والكل مشغول بحاله 
محدش هنا بيبص على حد
وحررها من بين ذراعيه بعدما استكفي من دفئها
تنهدت سماح بقله حيله وهي تنظر للوقت أخبرته عندما هاتفته صباحا قبل تدريبه انها تريد الحديث معه وها هي الساعه تجتاز منتصف الليل ولم يأتي 
انا كان مستخبيلي فين كل ده اخلص من ماهر اقع في الراجل الغامض ده 
وضحكت على حالها تحك ذقنها متذكره اسم احد الأفلام السنمائيه 
الراجل الغامض بسلامته 
انتبهت لقدوم سياره فنهضت من فوق الفراش نحو الشرفه لتجده يصف سيارته الرياضيه بالخارج تمتمت بمقت من أفعاله معها منذ ليله زفاف شقيقه فأصبح يتجاهلها وكأنها هي السبب في زواج شقيقه من تلك 
اما نشوف اخرتها معاك ياسهيل باشا 
ألقت عبارتها وهي تغادر الغرفه لترى خيال جين وهي تهبط الدرج في تلك الساعه سارت بخطي هادئه حتى لا تنتبه عليها 
نظرت من علو الدرج لتجد جين تلتف حول نفسها قبل أن تدخل احد الغرف  
هبطت بخفه تخشي ان يكون حديث سهيل خاطئ وتصبح هي في النهايه المغفله كتمت صوت أنفاسها وهي تقترب من الباب تتلصص عليهم وصوتهم يصل إليها 
انت من جعلتني افعل ذلك سهيل اصبحت ممرضه لشقيقك من أجلك انت أخبرتني انك لا تهوى النساء وتكرهم وفي النهايه تزوجت 
نطقت عبارتها الاخيره بحرقه وهي تقترب منه ولكن يده منعتها من الاقتراب واظلمت عيناه وهو يتذكر مشهد خېانه والدته مع عمه لقد رأي تفاصيل كل شئ تلك الليله عندما تواري مختبئ بالخزانه 
اخرجي جين اخرجي لا الا فضحتك وطردتك من هنا 
لن اخرج سهيل انا أريدك لم أستطع تحمل لمسات شقيقك لم أستطع 
أظلمت عيناه ولم يشعر الا وهو يحط بكفه فوق وجنتها لتسقط على الأرض من أثر الصفعه 
سأخبر الصحافه بحقيقه زواجك من تلك العربيه سأخبرهم بكل شئ لقد علمت بالحقيقه انت لم تتزوجها الا لتجعلني اموت قهرا وارحل عنك 
لم يعد يطيقها تشبه والدته لدرجة كلما نظر لها كرهها اكثر وهاهو الزمن يعود الزوجه تهوي شقيق زوجها 
ضاقت أنفاسه ومشهد الخيانه الذي اقتحم عقله وهو طفلا لم تمحيه السنين طالعته وهو يهوي فوق المقعد يتنفس بصعوبه 
لن تخبري أحدا عن سبب زواجي جين لن تخبري افهمتي 
ألتمعت عيناها وهي تلمس خدها الذي تخدر من صڤعته
طلقها اولا واجعلها ترحل من هنا 
وصمتت قليلا تنظر له قبل أن تخرج ما بجبعتها
وبعدها اذا أردت رحيلي سأرحل 
كانت تشعر بالتعب ولكن عندما اخبرتها الخادمه ان شقيقتها هنا نهضت على الفور من فوق الفراش تمد يداها نحو شقيقتها التي احتضنتها ببرود 
عشان انا الكبيره بس جيت اسأل يامها مش هنسي اللي عمله جوزك وانه صغرني قدام سالم جوزي ورفضتوا تساعدونا 
بهتت ملامح مها من عتاب شقيقتها فما ذنبها هي حاولت مع شريف ولكنه رفض دون رجعه 
كده ياماجده هونت عليكي
رمقتها ماجده بأقتضاب تتذكر حديث سالم فتلك المره لو رفضت شقيقتها مساعدتها فهى أصبحت ترى حالها عليهم
ما انا بقيت اهون عليكي وعلى العموم انا جيالك النهارده في مساعده بعيده عن شغل جوزك
وانتقلت عيناها هنا وهناك ونظرت للعقد الثمين الذي يزين جيدها 
محتاجه فلوس يامها اختك وقعه في ضيقه 
انا لو معايا ياماجده مش هتأخر عليكي ومقدرش اطلب من شريف
ضاقت أنفاس ماجده وكما أخبرها سالم أنها سترفض مساعدتها 
بقولك اختك وقعه في ضيقه وتقوليلي مقدرش اظاهر انك نسيتي اختك بعد ما عيشتي في العز 
تألمت من كلمات شقيقتها فلو لديها مال ستعطيه لها دون أن تفكر فهي لا تعرف كيف تطلبه من شريف 
ياماجده مقدرش اطلب من شريف
نفضتها ماجده
من أمامها تهتف پغضب 
انسى ان ليكي اخت يامها 
أسرعت تجذب ذراعها تتسأل بقله حيله وقد ظنت ان المبلغ بسيط سيوفيه مصروفها الذي يعطيها اياه شريف وتدخره
أنتي عايزه كام ياماجده 
تعلقت عين ماجده بالعقد الذي ترتديه واقتربت تتلامسه
تمن العقد اللي لبساه يفك ضيقتي ادهوني ارهنه عند واحد معرفه واول ما اقبض فلوس الجمعيه هرجعلك تمنه ساعدي اختك يامها واه ياستي المحروس جوزك اللي بقى كرهني انا وجوزي مش هيعرف حاجه 
اندفع مكرم لمكتب فرات بعدما سمحت له سكرتيرته ألتقط أنفاسه وعلى امل ان يجدها لديه وان لا يكون فعل ما طلبه منه والده في طردها
صفا فين يافرات بيه وديتها فين
نطق عبارته بأعين قاتمه ينتظر اجابه فرات سنوات قضاها يأخذها بذنب والدها 
تحرر أخيرا من جموده وصمته وقبض على القلم الذي بيده بقوه يرمقه بنظرات فاحصه يرى لهفته عليها
طردتها 
تصلب مكرم في وقفته يسأله بلهفه وأمل
راحت فين لازم تعرف الحقيقه 
واقترب من مكتبه يتمنى ان يخبرها الي اين رحلت 
لازم تعرف ان عدنان الأنصاري مش ابوها صفا مش بنت عدنان الأنصاري 
تجمدت أطراف اصابعه على القلم واظلمت عيناه بالحقيقه التي أتت متأخره صورتها وهو يأخذها بالقوه وصوت صړاخها يسير أمام عينيه 
وعاد صړاخ مكرم ثانيه 
صفا فين يافرات بيه مش معقول متعرفش مكانها عملت فيها ايه 
نهض من فوق مقعده يبتعد عن أنظار مكرم 
معرفش فين 
وقفت أمام المرآه
 

55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 105 صفحات