الأربعاء 27 نوفمبر 2024

المغربلين ل شيماء سعيد

انت في الصفحة 10 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


يمرح معها به خصوصا بوجود الخدم أشار لها على غرفة الرياضة قائلا
_ يلا تعالي ورايا عشان نبدأ الشغل عايزك تاخدي بالك من خطواتك اللي جاية كويس جدا مش عايز غلطة هيكون تمنها حياتك و أنتي حياتك بالنسبة ليا أغلى من حياتي أنا شخصيا.
لماذا دق قلبها بتلك اللحظة لا تعلم ربما من حلاوة الجملة أو من جفافها العاطفي.. خطت أول خطوة بداخل الغرفة لتتعجب من حجمها و كم الآلات الموضوعة بها رفعت رأسها إليه ليشير إليها بالاقتراب منه قائلا لأول مرة بجدية معها

_ أول حاجة لازم تعرفي مين
فوزي الخولي و ازاي بيبص لأي ست عينه تقع عليها... بعد كدة هتتعلمي معايا الدفاع عن النفس بكل أشكاله عشان تقفي في وشه بكل قوتك في أي لحظة غدر لحد ما أوصلك أنا..
أومأت إليه ليكمل حديثه و هو يخرج أمامها على شاشة كبيرة لا تعلم من أين أتت على الحائط صورة لفوزي
_ هو ده فوزي الخولي عشان أكون صريح معاكي بيعشق الستات و خصوصا الست القوية عشان بعد كدة يسيطر عليها و يحس بالانتصار دورك هو مش فوزي اد ما هو مكتب فوزي اللي في جناحه مش اللي تحت عايز تصوير كامل للجناح و المكتب بالأوراق اللي فيه من غير ما يكون هو في القصر إياكي يا أزهار تدخلي الجناح ده و هو فيه فاهمة!
حركت رأسها إليه ببعض الرهبة فهذا الرجل يبدو عليه ڠضب الله شعر بها ليقول بقليل من المرح
_ أنتي پتخافي زينا يا شوكولاته.
_ أنا مش بخاف إلا من ربنا يا ابن الأكابر.
_ شكلي وقعت في غرامك يا شوكولاته.
________شيماء سعيد________
الفصل التاسع.... 
بداية_الرياح_نسمة 
حي_المغربلين 
الفراشة_شيماء_سعيد
الخۏف شعور اعتادت عليه من أول زوجها بفوزي الخولي الظلم و عدم رؤيتها للمكان حولها أقل ړعبا من رؤيتها لما يحدث لها و هي عاجزة عن الدفاع عن نفسها أغلقت عينيها لا تعلم أين هي و لا تريد أن تعلم ربما ټموت بعد دقائق معدودة و تنتهي معاناتها بالحياة.
حزنها الوحيد على بناتها لا تتمنى غيرهم بتلك الحياة كارم لماذا صړخت بإسمه و لماذا بداخلها يقين أنه لن يتركها هنا كثيرا أسندت رأسها على الحائط خلفها بقلة حيلة من أتى بها لهنا و ماذا يريد...لا تعرف...
فقط أخذت نفس عميق و كتمته لعدة ثواني بين حنايا صدرها كنوع من التسلية بهذا المكان دقيقة و الثانية ثلاث ساعات تقريبا و تم فتح باب الغرفة و من هنا علمت هوية الخاطف...
فاروق المسيري و من غيره عدو فوزي اللدود أضاء الأنوار و جلس على مقعد فخم لا يليق على المكان وضع ساق على الآخر مخرجا سېجاره الفاخر أخذ نفسا عميق ثم أردف ببحته الرجولية
_ هاجر علوان بنفسها عندي تعرفي أنا جاي من مصر مخصوص عشانك! منورة مخزني المتواضع..
يسخر منها هذا واضح مثل الشمس تحدثت عنه في برنامجها كثيرا إلا أنه لم يرد على انتقاداتها لو مرة واحدة إبتسمت إليه بنفس سخريته قائلة
_ المخزن نور من أول دخولك يا باشا تعبت نفسك و خطفتني و
جاي عشاني من مصر ليه كل ده كان ممكن بإتصال أكون عندك..
بحركة سريعة بدل اتجاه مقعده ليجلس عليه بشكل عكس الاتجاه و ألقى بسيجارته أرضا مجيبا عليها بهدوء
_ أنتي هنا بالطريقة اللي تليق بهاجر علوان بلاش نضيع وقت بعض خصوصا إن الحارس بتاعك بيدور عليكي زي المچنون في كل مكان... شوية صغيرة و يوصل عشان ينقذ ست الحسن فوزي الخولي رقبته عندك غالية و الا رقبة التلات بنات أغلى...
هنا اختفت قوتها بناتها خط أحمر و فاروق لديه بالحړب كل شيء مباح ارتجف فكها و اڼهارت حصونها رفعت عينيها برجاء خائڤ ليقول هو بقوة
_ بلاش النظرة دي مش فاروق المسيري اللي رجاء أول ضعف شخص يفرق معاه و بالذات أنتي يا هاجر هانم عايز أسمع رأيك روح مين عندك أغلى!
ارتفعت دقات قلبها أصبح صوت أنفاسها يصل لكل ركن بالمكان الإجابة حاسمة إلا إنها بالفعل محصورة بين وادي الذئاب حركت المرتجفة بصوت هامس مردفة
_ أكيد بناتي يا ابن المسيري...
صفق بيديه الأثنين بطريقة درامية ثم أردف 
_ يبقى تسمعي كلامي بالحرف الواحد مش مطلوب منك إلا اللي هقوله.. دي الغلطة بروح بناتك و هسيب روحك تتحسر عليهم...
أومأت برأسها عدة مرات تستمع إليه بعيون متسعة.. أهي ستفعل كل هذا! انتفضت على صوته الصارم
_ عرفتي مطلوب منك ايه!
ببحة متحشرجة أجابته
_ موافقة.. طيب و بناتي!
قام من مكانه متجها للباب قائلا 
_ في حماية فاروق المسيري الباقي من عمري و أفديهم بدمي لو مطلعش منك غدر هما في قصر المسيري هنا تقدري تشوفهم في
أي وقت الشاطر حسن بيجري ورا العربيات بتاعتنا عشان يوصل ليكي و أهو باقي خمس دقايق و يوصل معلش هتاخدي أنتي و هو ترحيب بسيط مننا عشان فوزي مايشكش في حاجة.
_ مين اللي عمل فيك كده أنت كويس!
حرك يده على خصلاتها بحماية مردفا بصوت أجش 
_ مټخافيش أنا كويس و هنخرج من هنا بسلام.
سقطت دموعها لأول مرة تشعر أن حياتها مهمة لدى أحدهم شخص خاطر بحياته فقط من أجلها.. الله على حلاوة هذا الشعور تفاجأت من حمله لها على ظهره مكملا حديثه..
_ اتحملي شوية هنط من سقف المونتال ده ممكن تتعبي شوية بس لازم نخرج قبل ما حد يدخل...
_ ممكن تخرج لوحدك و أفضل أنا هنا.. أكيد فوزي هينقذني...
لا تعلم لما أردفت بتلك الكلمات ربما تريد التأكد أنه هنا من أجلها فقط اتسعت ابتسامتها بسعادة مع إجابته الحاسمة
_ أنتي فاكرة شنبي ده على مرا و الا إيه أنا كارم الريس هنطلع سوا يا أموت أنا و أنتي تطلعي...
صمتت و كان الطريق سهل ففاروق سهل لهما الخروج دون مشكلات يكفي ما حدث بتدخل كارم و اشتباكه مع رجاله مع أول تاكسي صعدوا إليه ليقول جملة واحده قبل أن يفقد الوعي
_ قولي للسواق أقرب مستشفى يا مزة...
________شيماء سعيد_____
بحي المغربلين شقة جليلة...
أخذت فتون تدور حول نفسها مثل اللصة متفقة مع عابد على اللقاء بسطح المنزل لأنه مشتاق لرؤيتها أخذت نفس عميق أخيرا استطاعت الوصول لباب المنزل إلا أن فرحتها لم تدم طويلا لتجد يد توضع على ظهرها...
شهقت بړعب تخشى أن تكون جليلة... عقلها يأمرها بالفرار الآن أغلقت عينيها بقوة كأن بتلك الطريقة لن تراها الأخرى...
قهقهت فريدة بأعلى صوتها على شقيقتها الحمقاء تفعل أشياء لا يفعلها المراهقين اقتربت أكثر من أذن فتون قائلة بفحيح
_ على فين العزم يا سنيورة هربانة زي الحرامية كدة و رايحة فين!
صړخت بقوة على دفعة فتون لها إلى الخلف و هي تحاول أخذ أنفاسها المسلوبة نظرت لفريدة بشذر مردفة
_ آه يا كان قلبي هيقف من الخۏف أحسن جليلة تكون هي اللي شافتني...
رفعت الأخرى حاحبها قائلة ببعض الكبرياء
_ احترمي نفسك يا بت أنا أختك الكبيرة و قولي فورا رايحة فين قبل ما أنا أقول لجليلة بنفسي...
علت نبرة صوتها بآخر كلمة لتضع فتون كفها على فم الأخرى تمنعها من الحديث ثم أجابتها بصوت هامس 
_ أكبر مني بخمس دقايق مش خمس سنين اسكتي هقولك رايحة فين بس أوعي جليلة تعرف... رايحة أقابل عابد على السطح لازم يعرف الحقيقة أنا مش هفضل جوا الكذبة دي الباقي من عمري...
توترت فريدة مع حزن و خوف شقيقتها.. الموقف ليس بتلك البساطة الخۏف الأكبر من رد فعل عابد بعدما يعلم بالحقيقة هل سيتقبل ذلك أم الأمر سيكون أقوى بكثير من أي توقع!
ابتعدت خطوة للوراء ثم أردفت بجدية و تشجيع
_ أنتي صح الكذب نهايته وحشة أوي و هو فعلا لو بيحبك مش هيفرق معاه الإسم يا فتون لأنه حبك أنتي بشكلك و شخصيتك و مټخافيش جليلة في القهوة خرجت من ساعة و هتيجي وقت الغدا...
_______شيماء سعيد________
بين كل ثانية و الأخرى ينظر إلى أسفل السلم لعل و عسى يرى طيفها يصعد إليه اتسعت ابتسامته مع طلتها عليه برائحة الياسمين المشع بالحياة...
جذب كفها إليه قائلا 
_ أخيرا
ملكة قلبي قررت تحن عليا و تطلع تشوفني اتأخرتي عليا أوي يا فريدة..
نطقه لاسم شقيقتها أذاب حلاوة اللحظة كانت تطير مع كلماته بمشاعرها إلى سماء العشق حتى سقطت إلى أسفل أرض..
تصنعت الإبتسامة و هي تسحب كفها من بين يديه مردفة بتوتر 
_ على ما جليلة خرجت من البيت أنت
عارف إنها رفضت نتقابل برة الشقة لحد كتب الكتاب بس أعمل إيه في قلبي جالك جري...
جلست على مقعد قديم مركون على سطح المنزل بجوار شقة أزهار الصغيرة جلس بجوارها قائلا ببعض الحدة
_ يا بت بقولك كلام حلو يكون ردك دبش أعمل ايه يا ربي قلبي حب واحدة متخلفة المفروض أقولك وحشتيني تقولي و أنا كمان بحبك و انا كمان هفضل أعلم فيكي لحد امتا!
ضحكت ضحكة بسيطة الدلال عنوانها ثم حركت كتفها بلا مبالاة مردفة
_ حيلك يا عم الحاج كلام حلو و موضوع و أنا كمان ده لما تبقى جوزي مش دلوقتي خالص.
الصغيرة تلعب بمشاعره بكل احترافية و هو الأحمق كل تفكيره مع ضحكتها التي خطفت قلبه من مكانها بأقل الجهود اقترب منها بمسافة قليلة إلا أنها بالنسبة لها أكثر من مهلكة تضغط على الوتر الحساس لديه و الآن دوره ليلعب معها حدق بعينيها يسحرها بطريقته الخاصة هامسا بصوت أجش 
_ طيب بذمتك بټموتي فيا والا لأ !
بخجلها الفطري أعلن انتصاره عليها ليقول مكررا طلبه 
_ قوليها عايز أسمعها منك..
_ بحبك...
آه و ألف آه على حلاوة و لذة تلك الكلمة كتم أنفاسه لعدة ثواني يستمتع بترددها داخل أذنه فقط بنظرات تفيض بها المشاعر الملتهبة حرك شفتيه بمتعة 
_ الله على جمال الكلمة أنا كمان بعشقك پجنون يا فريدة...
إلى هنا عادت الحمقاء إلى أرض الواقع من جديد و سقطت معها أحلامها أرضا لتحسم أمرها قائلة پخوف 
_ عابد أنا من زمان كدبت عليك في حاجة مهمة و لازم تعرفها دلوقتي عشان نبدأ حياتنا من غير كڈب...
_ مسامحك من غير ما تقولي هي إيه لأنك لو قولتي مش ضامن هعرف أسامح و الا لا و أنا مش عايز أخسرك...
_ و لو معرفتش أنا اللي هخسرك....
______شيماء سعيد______
بقصر المسيري...
أخذت أزهار تتجول بالمكان و كأنه بالمعنى الحرفي بيت أبيها دلفت إلى المطبخ معدتها تحارب من أجل البقاء تكاد ټموت جوعا لتلقي عليها الخادمات نظرات مستفزة بالنسبة لها حركت لهم بطريقة أكثر استفزاز قائلة
_ ايه اللبس ده معقول القماش زاد مش سعر الطماطم لدرجة انكم تنسوا تلبسوا بنطلون!
جاءت إليها كبيرة الخدم التي كانت تتابع تصرفاتها من البداية و أشارت إليها بكبرياء
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 23 صفحات