السبت 23 نوفمبر 2024

لاجئة فى اسطنبول

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

اجل اوس...اردته ان يعيش حياة افضل.
تنهد جان بضيق و هو يشتم نفسه في داخله عند رؤيته لدموعها التي انهمرت دون وعي منها... اعتدل في نومه 
جان لين.... اريد ان أسألك سؤالا مهما جدا و اريد إجابة واضحة و صريحة و أعدك انني لن اغضب منك مهما كانت إجابتك..
تململت لين و قد انتبهت كل حواسها لتجيبه ماذا تريد أن تعرف 
جان باهتمام اريد ان اعرف كيف تشعرين تجاهي... اقصد هل تحبينني .
ظلت صامتة مندهشة تنظر له فقط دون كلام حتى يئس جان من إجابتها ليتفاجئ بها أخيرا تقول لا أعلم اذا كنت احبك ام لا ...كل ما اعرفه انني لم اعد استطيع العيش بدونك...انت اماني في هذا العالم ليس لي سواك و انا خائڤة من أن تمل مني يوما و تتركني...هناك مئات الفتيات الجميلات و قد تعجبك احداهن و تتركني....
جان و هو يقاطع حديثها لن افعل...انا لست خائڼا يا لين فعلت كل شيئ في حياتي واسوءه .انت الأولى و الأخيرة في قلبي فكفاكي اوهاما صغيرتي كفانا كلاما الان...انا اريد طفلة لن نعود الى القصر الا و انت حامل...
لين بصړاخ يا قليل الادب...ماراح تتغير..
جان بضحك لن اتغير ابدا ما دمتي معي...حبيبتي..
بعد شهر ....
صباحا كانت تجلس مع نازلي في الصالون لاحتساء اكواب من الشاي...
نازلي و هي تداعب الصغير لين.. لقد اتفقت مع مدرس للغة الألمانية سيأتي منذ الغد ليعطي دروسا لأوس لقد علمته بعض الجمل و لاحظت انه يحفظ بسرعة لذلك أردته...
لين مقاطعة و قد بدأ على وجهها علامات الضيق 
الا ترين ان تبالغين قليلا الا يكفيه دروس اللغة التركية و الانجليزية و نوادي الرياضة التي يرتادها و تريدينه ان يبدأ في تعلم لغة جديدة...سيتعب
هكذا انا لست موافقة الغي الأمر و في المرة القادة كان لابد من استشارتي قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بأخي.
نازلي باحراج اوس طفل ذكي جدا مشاء الله و اردته ان يكون مميزا فقط... بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأطفال في سنه و يتقنون لغات عديدة... لقد حرصت على تنظيم وقته بعناية حتى لا يتعب فيومي السبت و الاحد مخصصات فقط اللعب و المرح....
لين بضيق انه اخي انا من المفترض انني انا المسؤولة عنه انت تريدين إلغاء وجودي في حياته تدريجيا... أصبحت لا أعلم أين يقضي أوقاته و مع من و ماذا يفعل....
صړخت لين في آخر كلامها قبل أن تتجه الى غرفتها في الطابق العلوي.. اغمضت عينيها بتعب و قبضت بيديها المرتجفتين على مسند الدرج و هي تشعر ببداية دوار.. تحاملت على نفسها و هي تكمل صعودها بخطوات متعثرة حتى وصلت إلى غرفتها
فتحت الباب ثم ألقت بنفسها على الاريكة و أغمضت عينيها بتعب لتغط في نوم عميق....
افاقت على صوت جان الذي خرج للتو من الحمام يلف منشفة بيضاء على خصره.... ابتسمت لين بنعومة قبل أن ترفع يديها تطالبه بالاقتراب....
نظر لها بتعجب للحظات قبل أن يندس الى جوارها و هو يضمها بفرح...
لم يستطع كتم ضحكاته على منظرها اللطيف و الذي يدعوه الى التهامها بوجنتيها المحمرتين 
لتضربه بحنق و هي تتمتم ابتعد...ايها البغيض اكرهك....
جان من بين ضحكاته تكرهينني.. اذن اتركيني لما تمسكين بي
لين و هي تأخذ نفسا عميقالا أعلم رائحتك غريبة... لذيذة بشكل لا يوصف...حسنا ابتعد سوف احضر زجاجة العطر بدلا منك...
جان باستغراب انا لم أضع اي عطر بعد ...لين مابك انت نائمة منذ الصباح و الآن تصرفاتك الغريبة.... هل... هل انت حامل
لين بنفي حامل طبعا لا.. اقصد لا اظن... كل نا في الأمر انني تكلمت مع اصلي بشكل غير لائق... انا آسفة و لكنني اظن انها غاضبة مني ثم أتيت الى غرفتي و نمت على الاريكة لا أعلم كيف....حصل ذلك
جان و هو يربت على ظهرها حسنا لا بأس... اصلي طيبة واذا اعتذرت منها سوف تسامحك لقد تركتها منذ قليل
في غرفة اوس...انها تحبه لذلك تهتم به... هي تعرف الأماكن و الحياة هنا جيدا اكثر منك لذلك تسعي لاختيار الأفضل لاوس بينما انت لازلتي تتعلمين...أيتها الغيورة....
اومأت له لين بابجاب و قد قررت انها ستذهب إليها بعد قليل للاعتذار منها.
ليلا كانت لين تقف بحماس في المطبخ و هي تعد طبقا كبيرا ممتلئا بعدة أصناف غير متجانسة من الاكل كشرائج الدجاج المتبل و بعض الليمون و الجبن و السمك و الطماطم....
جلست في المطبخ تأكل بنهم و كأنها لم تكن تتناول طعام العشاء منذ اقل من ساعة.
ارتخت على الكرسي و هي تشعر بامتلاء معدتها لتتفاجئ بدخول إحدى الخادمات الى المطبخ...
شعرت لين بالغرابة فمن المعروف ان الخادمات يغادرن الى غرفهن الموجودة في البيت الملحق للقصر حالما ينتهين من تنظيف المطبخ.
تنحنحت الخادمة بحرج و هي تتقدم من لين قائلة آسفة سيدتي و لكنني تركت هاتفي هنا فعدت لأخذه... اومأت لها لين برأسها دون أن تجيبها و هي تغادر مقعدها. أمسكت بالطبق لتضعه في الحوض لتسبقها الخادمة و هي تأخذه منها قائلة برقة لا عليك سيدتي سوف اغسله حالا و أغادر.
ابتسمت لها بشكر و هي تقول تصبحين على خير ليزا.
بادلتها ليزا الابتسامة و هي تقول سيدتي هل بإمكاني ان أسألك سؤالا...من اي بلد انت اعذري جرأتي ارجوكي و لكنني أردت أن أعرف لان والدتي مثلك عربية.
لين ببراءة حقا من اي بلد هي انا من سوريا .
ليزا بحماس مخادع يا إلهي غير معقول والدتي أيضا من نفس البلد من دمشق و هي تتكلم العربية و لكنني لا افهمها كثيرا فوالدي رفض ان نتعلمها.
لين باستغراب لماذا قد يفعل ذلك...
ليزا بحزن كاذب لا أعلم و لكنه كان متعصبا جدا لقد تزوج من امي لأنه أعجب بجمالها و لكنه تركها بعد أن أصبحت مريضة لقد رماها في احد دور المسنين و انا اعمل لاتكفل بمصاريف علاجها و اقامتها...
شهقت لين بفزع و هي تسمع قصة هذه المرأة و لم تنتبه الى الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت على شفتي ليزا و هي تلاحظ تأثرها بقصتها الكاذبة و الشبيهة بحكايتها... لاجئة عربية متزوجة من ثري تركي.
يتبع 
آسفة على التأخير قبلاتي الحارة
مؤامرة
بعد أيام قليلة.....
تجلس لين في الحديقة مستمتعة بجمال
المناظر الخضراء التي أمامها... تذكرها
كثيرا ببلدتها الصغيرة التي كانت تعيش
فيها قبل أن تظطر إلى الانتقال إلى
هذا البلد الغريب عنها...
شردت قليلا بذاكرتها لتمر أمامها كل
الأحداث التي عاشتها لتنزل دموعها
دون إرادة منها..
إنتفض جسدها فجأة إثر شعورها
بلمسة خفيفة على كتفها لترفع
رأسها بسرعة و هي تكفكف
دموعها بيدها... تنهدت بارتياح
عندما وجدت ليزا تقف بجانبها
و على وجهها إبتسامة خفيفة
و هي تقول سيدتي لقد كنت
أناديكي منذ دقائق لكنك لم تجيبيني.
اجابتها لين ماذا هناك.. ماذا تريدين
ليزا بخبث لقد اوصانا السيد جان بالاهتمام
بصحتك فكنت اقترح جلب
بعض العصير الطازج لك...فأنت منذ الصباح
تجلسين هنا...
اشارت لها لين بالجلوس و هي تسألها كيف
حال والدتك ليزا
ليزا و هي تتصنع الحزنالحمد لله على كل
حال... صحتها بخير لكنها دائمة الشرود..لا
تجيبني في أغلب الأحيان و معظم الوقت
تقضيه في النوم بسبب الأدوية المهدئة
التي تتناولها... المسكينة لقد عاشت حياة
صعبة .
إبتلعت لين ريقها بتوتر قبل أن تهتف
إهتمي بها جيدا و انا سأطلب من جان
إن يزيد راتبك حتى تستطيعي توفير
ثمن الدواء لها..و ان يبعث لها بطبيب
خاص حتى يفحصها جيدا....
قفزت ليزا من الكرسي و كأن عقربا
لدغها و هي تهتف بتلعثمشكرا
شكرا لك سيدتي... لكن لا داعي
لذلك ارجوكي لو سمع السيد
جان فقد يغضب و يطردني
فهو لا يريد أن تتحدث الخادمات
مع أصحاب القصر في أمورهم
الشخصية... أرجوكي لا تخبريه.
بهتت لين من فزعها الغير مبرر
لتومئ لها برأسها لتتنهد الأخرى
بارتياح محاولة إخفاء رعبها
من إكتشاف كذبها...فلو أن
لين تخبر جان اي كلمة مما تقوله
لها ليزا فسيكتشف بسهولة خطتها
و بالتالي لن
تنجو من عقابه الحتمي
و الذي لم يكون سوى المۏت.....
في الداخل.....
كانت اصلي تجلس على أرضية
الصالون تلاعب اوس المنشغل
بتركيب قطاره السريع الذي
أحضره له جان...تذمر الصغير
و هو يرمي إحدى القطع من يده
قائلا بحنق فشلت مجددا...لا
استطيع وضعها في مكانها المناسب
ابدا..مهما حاولت
ربتت نازلي على رأسه بحنان و هي
تجيبه اسدي الصغير.. لا يجوز ان
ترمي الاشياء هكذا هيا قم و احضرها
و انا سأساعدك في تركيبها...سوف ترى
كم هذا سهل فقط لا تستسلم.. إتفقنا .
هز اوس رأسه و هو يناظرها بحماس قبل
إن يسارع و يحضر القطعة التي رماها
و يمدها نحوها قبل أن يجلس في مكانه
بجانبه منتظرا ما ستقوم به اصلي..ضحك
جان بخفة و هو يدلف إلى داخل الصالون
بعد أن رأى أخته الكبرى مندمجة في اللعب
و كأنها طفلة صغيرة...
رمقته اصلي بنظرة حانقة قبل أن تشاركه
ضحكه قائلة بعد سنتين او أقل سوف
أجدك مكاني تلاعب أطفالك حبيبي جان
و عندها سوف اضحك عليك.
إنحنى جان عندما وصل بجانبها ليقبل
رأسها قائلا بمرحأنا متحمس جدا
لذلك...و لن أخجل فاضحكي كما تشائين
و منذ الآن إن اردتي....
جلس على الاريكة و هو يرمي بسترته
و ينزع ربطة عنقه ثم يرميهما بإهمال
قبل أن ينتبه فجأة لغياب لين...
أين لين
هتف و هو يلتفت يمينا و يسارا
باحثا عنها لتحيبه اصلي دون أن
ترفع رأسها في الحديقة منذ ساعات
و هي
جالسه لقد ارسلت لها ليزا
حتى تخبرها بضرورة تناول الطعام
فهي لم تأكل او تشرب شيئا منذ وجبة
الإفطار و هذا ليس جيدا في حالتها....
عقد جان حاحبيه بقلق لما يسمعه
فهذه ليست اول مرة يلاحظ شيئا
غريبا من تصرفاتها...ففي الفترة
الأخيرة أصبحت دائمة الشرود
و الإختلاء بنفسها..و كثيرا ما يستيقظ
ليلا ليجدها تبكي بصمت و عندما يسالها
تتجنب إجابته... زفر بضيق و هو يمسح
وجهه بتعب مفكرا في إيجاد طريقة
ليتحدث معها بجدية حتى يفهم سبب
تغيرها....
جذب إنتباهه فجأة صوت اوس الذي
تحدث ببراءة لين تتحدث مع ليزا
عن والدتها المړيضة...إنها من نفس بلدنا
سمعتها تخبر اختي و قد اعطتها الكثير
من النقود....
أكمل الصغير حديثه ثم عاد من جديد
للاهتمام بقطاره الذي نجح في تركيب
بعض قطعه بمساعدة اصلي... التي
نظرت بتعجب لجان قبل أن تعود لتلتفت
من جديد و تنهره قائلة بعتاب صغيري
مالذي تقوله ألم اعلمك من قبل أن لا تتنصت
على حديث الآخرين .
هز الصغير كتفيه بعدم إهتمام قائلا أنا
لم أفعل... لقد كنت العب مع أختي... بعدها
أتت ليزا و هي تبكي.. لين اعطتها الكثير
من النقود حتى تتوقف عن البكاء...
حدق جان بمدخل الفيلا برهة من الزمن و كأنه يفكر في شيئ ما ليخرج بعدها هاتفه
ويبعث رسالة لعلي يأمره بجلب معلومات
حول تلك الخادمة... فمن عادة جان انه لا يترك
أي شيئ للصدفه و إذا وجد طرف خيط فهو
يتبعه للآخر...و هذا سر من أسرار نجاحه في عمله.
ڼهرته اصلي قائلة بعتاب صغيري ما الذي تقوله
ألم اعلمك من قبل انه لا يجوز الاستماع
لحديث الآخرين...
نهض من مكانه بصمت متجها للحديقة...
ليلمح من بعيد لين تجلس على احد الكراسي
و أمامها تقف تلك الخادمة...
تقدم نحوهما لتنتبه له ليزا و التي سارعت
للاختفاء من المكان

انت في الصفحة 8 من 10 صفحات